«هنا القاهرة»
عبارة نطق بها الإذاعي المصري أحمد سالم في افتتاح الإذاعة المصرية عام 1934، وحفظتها آذاننا بالنبرة نفسها فاشتهرت حتى صارت شعارًا رسميًا من وقتها حتى اليوم، نسمعها فندرك أن مؤشر الراديو يقف على موجة البرنامج العام، أو أننا على أعتاب العاصمة المصرية.
بالتأكيد، فإن تلك الجملة العزيزة هي ما أوحت، فيما بعد، للشاعر المصري سيد حجاب بكلمات قصيدته التي حملت العنوان نفسه، وفي مطلعها:


هنا القاهرة الساحرة الآسرة الهادرة
الساهرة الساترة السافرة
هنا القاهرة الزاهرة العاطرة الشاعرة
النيرة الخيرة الطاهرة
هنا القاهرة الصابرة الساخرة القادرة
المنذرة الثائرة الظافرة
 

القاهرة في أذهان المصريين هي المرادف الوجداني لكلمة «مصر». فما من مصري مغادر للقاهرة أو عائد إليها حتى ولو في رحلة قصيرة إلى بلد ما، أو من إحدى المحافظات القريبة إلا ويقول: مسافر إلى مصر، أو وصلت مصر.
وذلك لما تمثله هذه المدينة الكبرى من أهمية رغم أنها ليست الأكبر في المساحة مقارنة بباقي المحافظات، إذ تقع في بؤرة الضوء لكونها العاصمة التي تضم مقرات الحكم كالرئاسة والبرلمان والوزارات، إلى جانب السفارات والعديد من المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية، وكذلك مكاتب الشركات العالمية، فضلاً عن أهم المعالم والمزارات السياحية القديمة والحديثة وأشهرها. فالقاهرة تفوق قوس قزح في ألوانه من حيث العدد ودرجة التباين والتناغم أيضًا.
الوافد إلى القاهرة أيًا كانت جنسيته، أو ثقافته، أو عقيدته، أو حتى مستواه الأدبي أو العلمي أو المادي، لابد أن يجد لنفسه فيها مكانًا يأنس إليه، ومجتمعـًا ينصهر بداخله وبسرعة مذهلة لكنها كافية جدًا لأن يغنم بذكريات لا تتردد في مداعبة أفكاره بمجرد وصوله إلى بلده ولا يثنيها عن إلحاحها شيء إلا العودة مرة أخرى إلى أحضان القاهرة.

 في جوار السحاب

بأي مكان تريد أن تستهل جولتك في هذه المدينة العريقة؟ ربما عليك أن تكون نقطة الانطلاق من أعلى مبنى في مصر، «برج القاهرة» المطل على نهر النيل بجزيرة الزمالك تلك التحفة المعمارية المصممة على شكل زهرة اللوتس الفرعونية. ومن الشرفة العلوية الدائرية تستطيع معاينة بانوراما كاملة للمدينة بوساطة المناظير المُكبِّرة المنصوبة فيها.. بوضوح ستشاهد الجامع الأزهر، وقلعة صلاح الدين، وفي الطرف الآخر الأهرامات و«أبو الهول»، وبين الوجهتين النيل وهو يركض بعذوبة متفاديًا عددًا من الجزر تتوسط مجراه. بينما تقف على ضفتيه الفنادق الكبرى والبنايات الضخمة ومنها مبنى التلفاز.. بعدها يمكنك الاستمتاع بوقت رائع في المطعم الدوار أو ما يسمى «360» حيث يتم دورته الكاملة بهدوء في أقل من ساعة تكون خلالها قد قاربت أنت على الانتهاء من تناول وجبة الغداء.

جولة في التاريخ


في الشارع أسفل البرج تقف الحناطير في انتظار الزوار ليأخذك واحد منها إلى نزهة يتوقف طولها على قرارك، ولكن في سياج منطقة معينة يعرف السائق حدودها. يجول بك متهاديًا في شوارع جزيرة الزمالك، ويحكي لك نبذات تاريخية عما تراه عيناك من بيوت عتيقة وفخمة، ونوادر عن قصر الجزيرة، الدرة المتألقة على النيل، أحد أهم القصور التي شيدها الخديوي إسماعيل خصيصًا لاستقبال ضيوفه من مختلف الدول في أثناء احتفالات مصر بافتتاح قناة السويس عام 1869، والذي أصبح فيما بعد لؤلؤة فندق ماريوت الفريدة.. كل ذلك وغيره ومن حوله النيل ستشاهده وأنت تتمايل مع خطوات الحصان وتسمع وقع حوافره على أسفلت الطريق.

رحلة ثقافية


في الزمالك تستطيع قضاء أمسية ثقافية مدهشة بساقية الصاوي أسفل كوبري 15 مايو، فقط عليك اختيار العرض المحبب إليك سواء كان مسرحيًا، أو سينمائيًا، أو موسيقيًا، أو ندوة شعر، أو معرضًا للفنون التشكيلية.
أما دار الأوبرا المصرية المقامة على الجزيرة نفسها فتعد من أهم مراكز الإشعاع الثقافي والفني وأرقاها في مصر والشرق الأوسط. وتقدم على مسارحها الثلاثة الرئيسة روايات أوبرالية شهيرة لنجوم عالميين وعرب ومصريين، ناهيك من الحفلات العربية صاحبة الإقبال الجماهيري الكثيف من شتى أنحاء العالم العربي. هناك أيضًا عروض مسرح الهناجر، ومركز الإبداع الفني، وصالات لعرض لوحات الفنانين التشكيليين وأعمالهم، والمشغولات اليدوية، ومكتبة المجلس الأعلى للثقافة وأخرى موسيقية. بينما وأنت جالس على الطعام أو لتناول ما يحلو لك من مشروبات في حديقة كافيتيريا «بوتشيلي» المجاورة للهناجر فلابد أن تصادفك إحدى الجلسات لموهوبين لم يصبهم الدور في الشهرة.

 على صفحة مياه النيل

عن سهرة هذه الليلة المتوهجة فلا يجب أن تخرج عن السرايا، أو الباشا، أو نايل سيتي، أو ستوديو مصر، أو حلقة السمك، أو نايل مكسيم، أو الخان، أو بلو نايل، أو المَرسى، أو إمبريال بوت، أو دار القمر وريفر بوت، وكلها مطاعم عائمة على النيل مباشرةً.. ترفرف عليها أعلام الدول العربية تغازل زوار القاهرة، من كل قطر عربي شقيق.

إرث فرعوني


لا يمكنك أن تأتي إلى القاهرة ولا تذهب لتشاهد أحد أقدم عجائب الدنيا السبع.. هرم خوفو ومعه هرما خفرع ومنقرع، وأهرامات الملكات، ومعبد الوادي للملك خفرع، ومقبرة «قار» وابنه «إيدو» ومقبرة «مر- اس- عنخ» وهرم زوسر أو ما يسمى بهرم سقارة المُدَرّج. وطبعًا ستقف مذهولاً أمام أبي الهول، الحارس الأمين، الشاهد في صمت على كل ما دار ويدور عبر مختلف العصور وإلى يومنا هذا.
ولا يفوتك التنزه بالحصان أو الجمل في أرجاء صحراء تكاد تنطق كل حبة من رمالها بأمجاد هؤلاء الأجداد العظماء وما صنعوه من حضارة قبل آلاف السنين بعلم ما زال العلماء يجتهدون حتى الآن لفك طلاسمه.
بعد الظهيرة ستداعب الأنف رائحة الشواء التي تفوح من إحدى خيام السفاري القريبة من المنطقة الصحراوية، فقد حان موعد الغداء والضأن يتصدر المشهد لتناول أشهى طعام، ويعقبه تناول الفاكهة والحلوى، ويأتي من يصب لك الشاي أو القهوة العربية، كل هذا يتم في أجواء بدوية أصيلة.
في المساء لن تكتمل المتعة إلا بحضور عرض الصوت والضوء المبهر باستخدام أحدث التقنيات. وفيه يحكي أبو الهول قصة الأمس البعيد، ويصور للحضور ماذا فعل الأجداد في زمانهم وكيف عاشوا وصاغوا كل هذا المجد التليد محاولاً كشف، ولو قشور، عن أسرار براعتهم في صنع حضارة لطالما أوحت للإنسانية وحفزتها على ضرورة السعي لاستثمار هذا الإرث الثمين من أجل فائدة البشرية.

ارث فرعوني

 

إلى مهد الحضارات


في صباح يوم جديد فإن زيارة المتحف المصري بالتحرير لا يمكن إهمالها، فهو من أوائل المتاحف العامة في العالم. وقد كانت بداية نشأته عام 1835 في عهد محمد علي باشا، على ضفاف بِرْكة حديقة الأزبكية قبل ردمها وانتقل عدة مرات إلى أكثر من مكان ليحتل موقعه الحالي عام 1897 عندما وضع تصميمه المعماري الفرنسي مارسيل دورنون، وتم افتتاحه عام 1902 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني. ويضم المتحف عشرات الآلاف من القطع الأثرية الثمينة. لا يزال المتحف يحظى باهتمام كبير وربما لن يخطف منه الضوء إلا المتحف المصري الكبير الذي يجري تشييده إلى جوار أهرامات الجيزة ليكون أكبر متحف لحضارة واحدة في العالم.

من الحضارة الفرعونية إلى الحضارة الإسلامية، حيث تعود بك زيارة مدينة الفسطاط إلى عصر الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص والذي بُني بها على اسمه أول جامع في مصر. وتضم الفسطاط أيضًا حصن بابليون الموجود منذ القرن الثاني الميلادي إبان الاحتلال الرومانى. إضافة إلى المتحف القومي للحضارة المصرية الذي استقبل مومياوات ملوك وملكات مصر الفرعونية مؤخرًا في موكب مهيب انطلق من المتحف المصري بميدان التحرير.

من مدينة الفسطاط إلى القرية الفرعونية التي شيدها وافتتحها عام 1984 الدكتور حسن رجب، خبير البرديات المصري الحائز العديد من الجوائز والأوسمة الدولية. تلك القرية التي تعد متحفًا حيًا يشمل قنوات مائية تمثل نهر النيل، ونماذج مشابهة لشكل الحياة في العصور المصرية القديمة. ويقوم عدد من الممثلين يرتدون أزياءً فرعونية بمحاكاة المصريين القدماء في صناعة ورق البردي، والفخار، والزجاج، والأسلحة، والزراعة، والصيد، والتحنيط، والرسم والنحت. ويقوم المرشد السياحي المصاحب للزوار بشرح كل ما يجري أمامهم والرد على تساؤلاتهم كافة.
كما تشمل القرية متحفين للرئيسين الأسبقين جمال عبدالناصر، ومحمد أنور السادات يحويان مجموعة كبيرة من الصور والمقتنيات الشخصية لهما. كذلك يوجد بالقرية متحف للتحنيط ونموذج لمقبرة توت عنخ آمون. وهناك أيضًا مجموعة من البازارات، بالإضافة إلى مساحة يلهو فيها الأطفال وبها بعض الألعاب، بالإضافة إلى ورشة يتعلمون فيها عددًا من الحرف والفنون القديمة على يد مدربين متخصصين.

قلعة صلاح الدين الأيوبي


«القلعة» وهي التي أتم صلاح الدين الأيوبي بناءها عام 1183 وأصبحت مقرًا لحكم مصر منذ هذا التاريخ حتى جاء الخديوي إسماعيل ليبني قصر عابدين ويحكم البلاد من داخله. وداخل حرم القلعة بنى محمد علي جامعه العريق عام 1848 وقد صممه له مهندس تركي على غرار جامع السلطان أحمد بالأستانة مع تعديلات بسيطة. في محيط القلعة توجد عدة مزارات منها: قصر الجوهرة، ومتحف المضبوطات، ومتحف الشرطة، والمتحف الحربي، إلى جانب المتحف المفتوح بالحديقة، وجامع سارية الجبل. أيضًا يمكن الاستمتاع بزيارة القصر المنيف الذي انتهى محمد علي من تشييده عام 1821 لكنه غير موجود بالقلعة بل على ضفاف النيل في منطقة شبرا. إن شعرت بالإجهاد بعد زيارة القلعة والسير في دهاليزها فربما يتوجب عليك زيارة حديقة الأزهر على بعد أمتار قليلة للاسترخاء، فقط عليك الاختيار بين أن تتناول غداءك في مطعم على الطراز المملوكي أو مطعم آخر مقام وسط بحيرة صناعية رائعة الجمال. وإن أردت التنزه فهناك قطار داخلي صغير يمكنك استقلاله لهذا الغرض.

في القاهرة الفاطمية


أما القاهرة الفاطمية أو قاهرة المعز لدين الله فتزخر بعدد من المعالم الشهيرة منها: مسجد الحسين، وجامع الأقمر بشارع النحاسين، وباب زويلة أو كما يطلق عليه كثيرون بوابة المتولي، وهو أحد أبواب القاهرة القديمة. وجاءت شهرته بسبب إعدام السلطان طومان باي عليه، وعليه أيضًا تم تعليق رؤوس رسل «هولاكو» قائد التتار، وأيضًا باب النصر وهو بوابة حجرية ضخمة وحصينة شيدها القائد جوهر الصقلي الذي شيد الجامع الأزهر، وكذلك شيد باب الفُتوح الموجود بمدخل شارع المُعز بجوار مسجد الحاكم بأمر الله، ووكالة قايتباي.

بالتأكيد، فإن أشهر ما في قاهرة المعز هو شارعها الذي يعد أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم، ومن أشهر معالمه بيت السحيمي، وبيت السلحدار، ومُجمع السلطان قلاوون، وقصر الأمير بشتاك، وسبيل عبدالرحمن كتخدا وكُتّابه، وسبيل طوسون باشا ابن محمد علي، وغيرها كثير.


خان الخليلي


يحين الموعد المرتقب دائمًا من الجميع على ما يبدو، موعد زيارة خان الخليلى، ذلك المكان الذي يُعد أحد أعرق أسواق الشرق ومن أشهرها على مستوى العالم. عمره يتجاوز ست مئة عام، فقد أنشئ في عصر المماليك وسمي على اسم واحد من أمرائهم كان يُدعى «جركس الخليلي». في الخان ستُغمَر عيناك بروعة ما تبقى من أسبلة المياه البديعة ذات الواجهات المشغولة بالنحاس والمشربيات الأرابيسك التي ما زالت البيوت القديمة هناك تحتفظ بها. في السوق كل شيء يباع لا يمكن أن يخلو من لمسة فنية، رغم ذلك تظل المنتجات اليدوية المصنوعة بمنتهى الدقة والإتقان في ورش الخان بمنزلة التحف الأصلية التي يحرص الزوار على اقتنائها، كالمشغولات الذهبية والفضية والنحاسية، والحاجيات المطعمة بالصدف، والسجاجيد، والسبح، ومصنوعات الزجاج المعشق بالرصاص، والكريستال، والبردي، والسيوف والخناجر، والخوذات المعدنية المنقوشة والمرصعة بالأحجار الطبيعية أو الصناعية، بمختلف أشكالها وأحجامها، والتمائم والتماثيل الفرعونية، والبخور بأنواعه، والملابس المطرزة.
وأنت في حالة الانبهار التي ستنتابك في أثناء المشي والمشاهدة داخل الخان لن تشعر بالتعب أو الجوع إلا بمجرد انتهاء الجولة، ولأن لبدنك عليك حقًا يجب أن تؤديه فليس أمامك إلا أن تجلس على إحدى طاولات «فرحات»، أو «الدهان» للاستمتاع بأطباق المشويات من اللحم بأنواعه، والدجاج، والحمام، وما يصاحبهم من أطباق جانبية، أو الاستمتاع بالأطباق المصرية الشهيرة في مطعم العهد الجديد. أما الحلو فالأنسب أن يكون طبق أرز بلبن مكسوًا بالمكسرات والأيس كريم من «المالكي».

 مقاهي الخان

من أشهر علامات خان الخليلي «مقهى الفيشاوي» القابع في هذا المكان منذ تأسيسه عام 1797 لكنه اكتسب المزيد من الشهرة بفضل الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ، والذي اعتاد ارتياد المقهى للكتابة والتقاء أصدقائه من الكتاب والفنانين، وأيضًا البسطاء من محبيه. هناك كذلك مشاهير كُثر ضمن قائمة رواد المقهى كجمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده، والدكتور بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، وعمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، والدكتور زويل. ومن نجوم الفن أم كلثوم، وعبدالوهاب، وفريد الأطرش، وكثير من الفنانين المعاصرين.
يتألف المقهى من ثلاث حجرات: «الباسفور» وهي مبطنة بالخشب المطعم بالأبنوس ومليئة بالتحف، وحجرة «التحفة» وهي من الأرابيسك المزين بالصدف والعاج، والثالثة هي حجرة «القافية» نسبة إلى روادها مِمَن يتسمون بخفة الظل وسرعة البديهة في إلقاء القافية في أثناء تبادل الحديث. ويمتاز «الفيشاوي» بأنواع الشاي ونكهات النارجيلة مع طريقة التقديم الأنيقة.


 التسوق في القاهرة الحديثة

معروف أن التسوق يعشقه الجميع وأحدث مولات القاهرة وأكثرها جاذبية موجودة إما في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة نحو الشرق، أو 6 أكتوبر في غرب القاهرة. أما التجمع فهناك العديد من المولات أشهرها «كايرو فيستيفال»، وتستطيع التجول وشراء كل ما تحتاج إليه من منتجات مصرية وعالمية، وتناول الوجبات في المقاهي المفتوحة أو المغلقة المنتشرة في مركز التسوق، وأيضًا دخول ملاهي الأطفال والسينما. والأمر نفسه لمدينة 6 أكتوبر حيث يقع مول العرب، ومول مصر، وجاليريا 40، وأركان وغيرها، إلى جانب كارفور وهايبر وان، لكن 6 أكتوبر تمتاز بكونها مدينة شاسعة على أطراف القاهرة، ففيها أيضًا تستطيع قضاء اليوم داخل مدينة الإنتاج الإعلامي الضخمة وملاهي «ماجيك لاند» الملحقة بها. وهناك ملاهي «دريم بارك»، و«دولفين بارك» و«كريزي ووتر» ملاهٍ مائية، ودور سينما ومسارح وسيرك على أحدث الطرز. كما يمكنك التسوق أيضًا من معارض البيع المفتوحة للجمهور بمصانع الشركات الكبرى المنتشرة بالمدينة.

تسوق

 

x
You are looking for