كشف أحدث تقرير عن اتجاهات السفر من "المسافر" عن نمو قوي بنسبة 44% في الحجوزات الداخلية لعام 2024، مما يُشكل مساهمة كبيرة (أكثر من 40%) في مشهد السفر العام في المملكة العربية السعودية. ويعكس هذا النمو التطور السريع والمتزايد في عروض السياحة بالمملكة، إذ يُحفز المسافرين لاستكشاف بلادهم لأغراض الترفيه بفضل التوسع في وجهات السفر، وتجارب الإقامة الفريدة، والتجارب الأخرى المتنوعة.
برزت حجوزات العائلات والمجموعات كعامل رئيسي في دفع نمو السياحة الداخلية، وحققت نموًا يزيد عن 70%. وتُفضل المجموعات السياحية بشكل متزايد الوجهات التي تقدم فرص سفر غنية بالتجارب والفعاليات. وبينما تظل المدن الشهيرة مثل مكة المكرمة، الرياض، جدة، الخبر، والمدينة المنورة محورًا أساسيًا لخطط السفر، تكتسب الوجهات الصاعدة شعبية متزايدة، يشمل ذلك أبها بمناخها البارد وإطلالاتها الجبلية، والجبيل بشواطئها النقية، وجازان بجاذبيتها الساحلية، وتبوك بمناظرها الطبيعية الخلابة، وحائل بتضاريسها الصحراوية المليئة بالمغامرات. يعكس نمو هذه الوجهات الصاعدة الاستثمارات المستمرة في البنية التحتية السياحية بالمملكة، مما يفتح آفاقًا مشوقة للمسافرين بغرض الترفيه.
يسلط التقرير الضوء أيضًا على التباين المتزايد في تفضيلات المسافرين فيما يتعلق بخيارات الإقامة. إذ تهيمن مرافق الإقامة الفاخرة على المشهد، و استحوذت منشآت الخمس نجوم على 36% من إجمالي الليالي الفندقية المحجوزة. في الوقت نفسه، شهدت الإقامة الاقتصادية في المرافق السياحية من فئة الثلاث نجوم وما دونها زيادة ملحوظة، ممثلة 35% من إجمالي الليالي المحجوزة. ومن الجدير بالذكر أن هذه الفئة من المرافق شهدت نموًا كبيرًا بنسبة 100% في حجم الحجوزات للعائلات والمجموعات، ما يعكس تزايد التوجه نحو السفر الاقتصادي للمجموعات. كما ازدادت شعبية مرافق الإقامة البديلة مثل الشقق الفندقية، لما تقدمه من مرونة وأسعار معقولة. وارتفعت حجوزات العائلات في هذه الفئة بنسبة 90%، بينما زادت حجوزات المجموعات بنسبة 60%، وأصبحت هذه الخيارات متاحة بشكل أوسع في جميع أنحاء المملكة، ما يوفر خيارات إقامة ملائمة، خاصة للمجموعات الكبيرة.
يسلط التقرير الضوء أيضًا على استمرار ارتفاع الطلب على السفر عبر شركات الطيران منخفضة التكلفة، مدفوعًا بزيادة السعة، وتوسيع نطاق الربط الجوي، والعدد المتزايد من المسارات والوجهات التي تقدمها هذه الشركات. وقد جعل ذلك شركات الطيران منخفضة التكلفة أكثر جاذبية للمسافرين. وبينما زادت مسارات الرحلات الجوية بنسبة 45% بشكل عام، انخفض متوسط قيمة الطلب (AOV) بنسبة 7%، ما يعكس تأثير الخيارات الاقتصادية المتزايدة.
تُعد الأنشطة في الوجهة عنصرًا أساسيًا يزداد أهمية ضمن تجربة السفر، إذ أصبحت الجولات الإرشادية، ورياضات المغامرة، والتجارب الثقافية جزءًا لا يتجزأ من برامج الرحلات، إذ تُعزز هذه الأنشطة مستوى الرضا العام وفرص التواصل مع المجتمعات المحلية، ما يرسخ قيمة التجارب الاستثنائية. وقد توسع نطاق الأنشطة المحلية بشكل كبير لتلبية مختلف الاهتمامات والتفضيلات، ما يتيح للمسافرين خيارات أوسع من أي وقت مضى.