يحيط بجبل فيفاء وادي ضمد من الشرق إلى رأس القوس غربًا، ووادي جورا في الشمال والغرب، حيث يلتقيان في نقطة المحة غرب الجبل. أما القبائل الحدودية مع فيفاء فيحدها من الغرب والشمال قبائل بلغازي، وجنوبًا قبيلة بني حريص، وشرقًا قبائل بني مالك.

يقدر ارتفاع جبال فيفاء عن سطح البحر بحوالي 12 ألف قدم، وتعد قمة (العبسيّة) أعلى قمة في الجبل، يحيط بها وادي ضمد من الشرق إلى رأس القوس غربًا، ووادي جورا في الشمال والغرب.

العبسية

يعد جبل العبسية أعلى قمة في الجبل، تحيط به أودية عدة أهمها وادي «ضمد» ووادي «الجورا» اللذان يلتقيان في نقطة تسمى «المحة» غرب الجبل. ويأخذ من الشمال إلى الجنوب، شكل قوس، ويبلغ ارتفاعه عن سطح البحر ما يقارب ثلاثة آلاف قدم، وتطل من جميع الجهات، على معظم أنحاء جبال فيفاء، ومناظرها الخلابة.

المناخ

على الرغم من وقوع جبال فيفاء ضمن مناخ قاري، فإن مناخها معتدل تقريبًا طوال العام، إلا أنه يميل في الشتاء إلى البرودة في أعالي جبال فيفاء، وإلى الحرارة صيفًا في سفوح تلك الجبال، وتكثر الأمطار في فصل الصيف. إلا أن هذه الجبال تتميز بمناخ فريد خاص بها هو وليد الطبيعة الجبلية والارتفاع الشاهق. ويكثر الضباب في فصل الصيف، ما يضفي على جمال تلك الطبيعة حسنًا لا يضاهى، لذلك يقال عن جبال فيفاء أنها معشوقة الضباب.

فيفاء والسياحة

تتميز جبال فيفاء بجمال مناظرها وأجوائها الحالمة، وطبيعتها الفريدة. وقد أصبحت في الفترة الأخيرة وجهة سياحية رئيسة يرتادها الزوار من كل مكان، وعلى مدار العام.

تتعدد المواقع السياحية في فيفاء، مثل النقيل، والدحرة، ووادي الفاحم، ومطل المحبا، ووادي الفرع، والوشر، والصامل، والخطم، والعذر، وغيرها من المواقع الجميلة التي تنتظر المستثمرين، ورجال المال والأعمال، وعشاق السياحة والطبيعة حتى يستمتعوا بطبيعتها الجبلية البكر، ويستثمروا مقوماتها السياحية الفريدة، وكنوزها الطبيعية التي ينافس بهاؤها وتنوعها كثيرًا من الأماكن السياحية في العالم. ويتوقف عشاق التصوير لفترات طويلة في المنطقة لالتقاط أجمل الصور لمناظرها الآسرة، التي أغدقت عليها مسميات عدة، منها «جارة القمر» و«جنان الأرض» و«فيفاء الساحرة».

لعل أبرز هذه المواقع الجاذبة، قمة العبسية التي تطل من جميع الجهات، على جل جبال فيفاء ومناظرها البديعة التي تشبه الحدائق المعلقة.

كما تشكل غابات (الخوشين) الكثيفة أحد أبرز المواقع السياحية، وهي غابات تتميز بتنوع نباتي كبير استفاد منه عدد من الباحثين في مجال الطب الشعبي. تنفرد (السمّاع) بموقعها المتميز، الذي يطل على بقعة العذر ذات الجمال الفاتن والمناظر الطبيعية البديعة. ومن هذا الموقع تشاهد سوق النفيعة الشعبية، وواديي الحجوري والدفرة، وبقعة العذر الساحرة.

تتوسط (العذر) جبال فيفاء، وهي من أجمل أماكنها، لاستواء سطحها، وكثرة خضرتها وعمرانها. وتشتهر بغزارة مياهها، ووفرة محاصيلها الزراعية.

تقع اللعثة في أعلى قمة جبل آل عبدل، وتطل على العبسية، والدفرة، والنقيل، وسهول تهامة.

إضافة إلى طبيعتها الأخاذة، تتميز جبال فيفاء بمبانيها وقلاعها القديمة التي كانت تستخدم لحماية الأرض ومراقبتها من المعتدين.

في فيفاء أيضًا، إرث حضاري آخر، يتمثل في الطرق والمسالك الحجرية القديمة التي كان يسلكها الإنسان والدواب وتمر بها قوافل التجارة.. وهي شبكة ضخمة كانت تربط بين جميع مواقع المنطقة وأسواقها، وتشكل بوابات للدخول أو الخروج من جبال فيفاء. وتمتاز بجمالها المعماري وحسن بناء السلالم الحجرية فيها، إلا أنها لم تعد اليوم تستخدم، فقد جرى الاستغناء عنها منذ زمن بعيد.

فيفاء والمؤرخين

كتب كثير من المؤرخين في جزيرة العرب، القدامى والمعاصرون، عن فيفاء، ومنهم المؤرخ والمستشرق البريطاني جون فلبي في كتابه «مرتفعات من الجزيرة العربية»، فذكر قمة «العبسية» التي مكث فيها لعدة أشهر، وأوصاف أهل فيفاء وتميزهم بالقوة والذكاء وصلابة الأجساد.

وقد ذكر فيفاء أيضًا المؤرخ محمد بن أحمد العقيلي في كتابه الشهير «المخلاف السليماني»، واستعرض تاريخها وموقعها الجغرافي، وتحدث عن أصالة أهلها وكرم ضيافتهم وتغنى بسحرها، حتى إنه سماها «لبنان تهامة».

كما ألف فيها المؤرخ حسن بن جابر الثويعي كتابًا بعنوان «الاستقصاء في تاريخ فيفاء».

منطقة آسرة

تحوي فيفاء تراثًا شعبيًا كبيرًا، قل أن يُوجد مثله، من الأمثال الشعبية، والأساطير، والحكم، والأشعار، والأحاجي.. إضافة إلى ألوان الفنون الشعبية المتعددة. من عجائب جبال فيفاء، كثرة المنازل التي تأتي على شكل أسطواني، وتعرف المباني الأسطوانية الشكل عادة، بأنها حكر على مناطق الحروب أو الحراسة. من الغرائب أيضًا، في فيفاء، أن المنازل القديمة تحمل أسماء خاصة بها تميزها وتميز أهلها، حتى إن الأشخاص يعرفون باسم منازلهم. ويدل الاسم، غالبًا، على صفة مثل «السمّاع»، لأن موقعه يسمح بسماع الأصوات من تحت الجبل ومن فوقه بسهولة، أو يؤرّخ الاسم لمناسبة أو حادثة معينة. كذلك، لكل قبيلة في فيفاء جبـل خاص يحمل اسمها، مع العلم أن عدد القبائل في فيفاء يزيد على 18 قبيلة.

x
You are looking for