تتمتع جزر البحر الأحمر مثل جزر ريخة، وغوار، وأم روغة، وشيبارة، وسويحل، وجبل حسان، بالمياه الصافية الرائقة والشواطئ المترامية والشعاب المرجانية الزاهية والهواء النقي البعيد عن الملوثات، فأغلب جزر البحر الأحمر السعودية جزر بكر ما زالت تحتفظ بجمالها الفريد الذي يأسر زوارها.

سواحل طويلة

تمتد سواحل المملكة العربية السعودية لمسافة يبلغ طولها نحو 1٫830 كيلومترًا، وتبدأ سواحلها المترامية الأطراف من محافظة حقل بشمال المملكة حتى منطقة جازان في جنوبها. وتنتشر القمم الجبلية الشاهقة على طول المنطقة مثل جبل أملج الذي يبلغ ارتفاعه 2٫580 مترًا، وجبل شاد الذي يصل ارتفاعه إلى نحو 2٫350 مترًا، ويقع بالقرب من هذه القمم الجبلية مجموعة من الحرات البركانية ومن بينها حرة الشاقة وحرة الرحى. يتوسط هذه المساحات الشاسعة من الشواطئ مشروع البحر الأحمر أحد أضخم المشاريع السياحية بالمنطقة. ومن المتوقع أن يُحدث المشروع نقلة نوعية للسياحة السعودية، وسيمكن المملكة من أن تصبح وجهة سياحية متميزة في مدة زمنية قصيرة، فالمشروع سيسهم بنصيب كبير في إنعاش الاقتصاد السعودي وتوفير فرص استثمارية لا حصر لها، إضافة إلى توليد آلاف الوظائف للشباب السعودي.

يشهد مشروع البحر الأحمر تطوير نحو 90 جزيرة تقع بين مدينتي أملج والوجه. فلدى المملكة نحو 1٫300 جزيرة بالبحر الأحمر، إلا أنه وقع الاختيار على هذه الجزر لإقامة المشروع الواعد لما تتميز به هذه الجزر من طبيعة خلابة وشواطئ رملية وشعاب مرجانية. وما يزيد من جاذبية المنطقة وقوع إحدى المحميات الطبيعية والبراكين الخاملة في منطقة حرة الرهاة القريبة من مشروع البحر الأحمر. فالزائر لهذه المنطقة سيتوافر له عدد من الخيارات، منها الغوص بين حدائق الشعاب المرجانية، والسباحة، والتنزه على الشواطئ، وزيارة الجزر، والاستجمام، وزيارة منطقة البراكين، وتسلق الجبال.

مراحل متعددة

يمر مشروع البحر الأحمر بعدة مراحل، بدأت المرحلة الأولى خلال الربع الثالث من عام 2019 حيث جرى وضع حجر أساس المشروع، وستنتهي هذه المرحلة في الربع الأخير من عام 2022. وتشهد هذه المرحلة تطوير كل من المطار والميناء والفنادق والمساكن وخدمات البنية التحتية بالمنطقة. ومن المتوقع أن يصبح المشروع وجهة سياحية تجمع بين مختلف أنواع السياحة. ومن أبرز مزايا المشروع أن كل السياح من كل دول العالم يستطيعون القدوم دون تأشيرات مسبقة، وهذه الميزة ستجذب كثيرًا من سياح العالم.

أجواء معتدلة

من المزايا التي يتمتع بها مشروع البحر الأحمر اعتدال الأجواء، فدرجات الحرارة في المناطق التي تم تنفيذ المشروع فيها تصل خلال شهر يناير إلى 19 درجة مئوية، فيما تصل خلال شهر أغسطس إلى 31 درجة مئوية، وهذه الأجواء مثالية، سواء للسياحة الداخلية أو الخارجية، فحرارة فصل الصيف ستدفع كثيرًا من السياح إلى التوجه نحوها، خصوصًا سياح الدول التي تعاني ارتفاعًا في درجات الحرارة.

موطن للطيور المهاجرة

تستقبل جزر البحر الأحمر أنواعًا عديدة من الطيور المهاجرة خلال شهري مايو ويونيو، وتهاجر تلك الطيور إلى المملكة لتضع بيضها خلال شهر يوليو من كل عام، وتغادر بعد أن تتمكن فراخها من الطيران ويكون ذلك خلال شهر سبتمبر. وتختلف أنواع هذه الطيور وأشكالها، ومن بينها طيور الخرشنة بيضاء الخد، والخرشنة المتوجة، وقد أصدرت منظمة حياة الطيور العالمية تقريرًا عن أهم المناطق التي تؤوي الطيور في العالم وذكرت من بينها منطقة البحر الأحمر بوصفها من أهم الأماكن التي تهاجر إليها الطيور البحرية. هذا، وتحتوي مياه البحر الأحمر على أنواع شتى من الأسماك والأحياء البحرية، ومنها الدلافين والزواحف، والفقاريات، والنباتات، والطحالب، والشعب المرجانية التي يصل عدد أنواعها إلى 200 نوع تؤوي مجموعات من الأسماك يصل عددها إلى 400 نوع. ففي مياه البحر الأحمر يعيش أكثر من 1٫350 نوعًا من أسماك الزينة من بينها: الفراشة، والكرومس، وزهرة الأوركيد، والزناد، ودجاجة البحر، والسحل، والجراح، والجوبي. هذا إضافة إلى الأسماك الأخرى التي يكثر وجودها في كل من مدينة أملج والوجه، ومن أشهرها أسماك الأستاكوزا، والناجل، والطرادي المعروف بلونه الأحمر وطعمه اللذيذ، وأسماك الشريف، والكشر، والهامور، والشعور، والسيجان، والبهار، والبياض، والعربي، والحريد، والكناية، والديراك.

x
You are looking for