يشمخ "قصر العان"، الذي بُني في نجران عام 1100هجرية، معلمًا سياحيًا بارزًا يتفاخر بقيمة تراثية وتاريخية تشهد على تاريخ طويل يعود إلى ما يقرب من ثلاثة قرون، ويشكل تحفة معمارية بديعة تسرد قصص العصور، وتحكي تاريخ الجنوب السعودي وحضارته لعشاق التراث من الضيوف والزوار والسياح.
يتيح القصر، الذي ينبسط فوق جبل العان، إطلالة ساحرة تأسر الألباب على مناظر خلابة لمزارع النخيل التي تتخللها القرى التراثية المحيطة وقلعة رعوم التاريخية، وكذلك جبل أبو همدان، مشكلةً لوحة فنية تعكس جمال المنطقة وتنوع تضاريسها.
تجمع الهندسة المعمارية لقصر العان بين الأصالة والعراقة، حيث شُيّد القصر من الطين، مع سقوف من خشب جذوع النخيل وسعفها، بالإضافة إلى أشجار الأثل والسدر، ما يجعله نموذجًا فريدًا للبيوت التراثية التي تعكس هوية وتاريخ المجتمع النجراني. يتألف القصر من أربعة طوابق، تحيط به أبراج دائرية ومستطيلة كانت تُستخدم للمراقبة والحماية.
حظيت هذه الجوهرة التراثية باهتمام بالغ، ومرت بأعمال ترميم كثيرة لتبقى شاهدة على الزمن، معتزةً بعبق التاريخ الذي تحتضنه بين جدرانها. اليوم، تحول قصر العان إلى مقصد للسياح والوفود الرسمية التي تأتي إلى نجران للتعرف على عراقة هذه المنطقة واستكشاف تراثها العريق.
لا تُعد زيارة قصر العان مجرد جولة سياحية، بل هي رحلة عبر الزمن تتيح للزائر فهم أعماق التاريخ والثقافة التي شكلت نجران عبر العصور، مؤكدة أن هذا القصر ليس معلمًا تاريخيًا فحسب، بل هو رمز نابض للحضارة النجرانية التي لا تزال تتباهى بتراثها الغني وأصولها الضاربة بجذورها في عمق التاريخ.
يمثل قصر العان التراثي لبنة أساسية في النسيج الثقافي والاقتصادي لمنطقة نجران خصوصًا، وللمملكة العربية السعودية عمومًا، ويشكل محورًا رئيسًا في استراتيجية تعزيز السياحة الثقافية والتراثية بالمملكة.
يجذب القصر الزوار والسياح المهتمين بالتاريخ والعمارة والتراث العربي، ما يسهم في تنويع العروض السياحية بالمملكة ويستحدث تجربة ثقافية غنية من داخل السعودية وخارجها. يأتي تعزيز هذه الجوانب تماشيًا مع أهداف رؤية السعودية 2030 التي تنشد تحويل السعودية إلى وجهة سياحية رئيسة على مستوى العالم.