تتلاقى في مناطق المملكة العربية السعودية المختلفة عناصر الطبيعة الخلابة من جبال ووديان وصحارى وغابات، حيث تشكل وجهات سياحية فريدة تجسّد الرابط العميق بين التاريخ العريق والحداثة الساحرة. أبرز مثال على ذلك هو جبل شدا الأسفل، ذلك الجبل العملاق الذي يرتفع عن سطح البحر بنحو 1700 متر. لم يعد الجبل يمثل تكوينًا جيولوجيًا يحكي قصص الأرض القديمة فحسب، بل تحول إلى قبلة للسياح الباحثين عن تجارب فريدة وغامرة في "منتجعات الكهوف"، التي تجسّد إبداعًا إنسانيًا يمزج بين الطبيعة الأم والتطور البشري.


تقف تلك المنتجعات التي تحتضنها كهوف جبل شدا، شاهدًا على التحول السياحي الذي تعيشه المملكة، حيث جرى تجهيز هذه الكهوف بكل ما يلزم للضيوف من مرافق وخدمات، موفرة تجربة غامرة تجمع بين الأصالة والحداثة. تتفاخر تلك الكهوف السياحية بفسحات عيش، وغرف نوم، ومطابخ، ومجالس، ومطلات آسرة على معالم محافظة المخواة.

يكمن جمال هذه التجربة في استلهام تصاميم المنتجعات من الطبيعة الساحرة للجبال، ما يوفر للزائرين فرصة الاستمتاع بأجواء معتدلة وإطلالات خلابة في تجربة تمزج بين الاستكشاف والراحة.


لا يعكس الإقبال المتزايد على هذه الكهوف جاذبيتها السياحية فحسب، وإنما يشير أيضًا إلى الدور الإيجابي الذي تلعبه في تنشيط السياحة والترويج للمملكة بوصفها وجهة سياحية عالمية. يسهم هذا التحول في تعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على التراث الثقافي، مؤكدًا على القيمة الاقتصادية للسياحة من خلال فتح آفاق جديدة للاستثمار، واستحداث وظائف تعزز من دور الكفاءات الوطنية، وتنمية البنية التحتية السياحية.


بالإضافة إلى تحفيز الاقتصاد المحلي عبر تنشيط السياحة، تبرز أهمية مثل هذه المشاريع السياحية أيضًا في توفير فرص عمل مستدامة للمواطنين، ما يعزز من جودة الحياة ويسهم في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030. كما تسهم هذه المشاريع كذلك في حماية البيئة والاستدامة، من خلال الحفاظ على المواقع التراثية واستغلال الموارد الطبيعية، ما يؤكد على الرؤية المستقبلية للمملكة في تحقيق التوازن بين التطور والحفاظ على الإرث الطبيعي والثقافي.

x
You are looking for