تتجلى معالم التنوع والثراء الثقافي السعودي الذي ينبض بكل فخر وعراقة عبر العارض والمهرجانات التي تقام من حين لآخر. تبرز مدينة سكاكا بوصفها موطنًا لأحد أبرز الفعاليات الثقافية والسياحية في المنطقة، إنه مهرجان زيتون الجوف الدولي الذي يقام سنويًا في مركز الأمير عبدالإله الحضاري ويقدم للعالم نموذجًا فريدًا للتلاقي الحضاري والثقافي، ويُعد رافدًا أساسيًا للسياحة في المملكة، حيث يستقطب الزوار من داخل البلاد وخارجها، ليكونوا جزءًا من هذا الحدث الاستثنائي.


لا يمثل المهرجان تجمعًا لعشاق الزيتون ومنتجاته فحسب، بل يشكل ملتقى حضاري يجسد قيم الانفتاح والتبادل الثقافي، ويُعد بمنزلة رسالة مفعمة بالحياة تظهر مدى التزام المملكة بتعزيز السياحة بوصفها ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني وجسرًا للتواصل بين الثقافات.


اختتم المهرجان الذي انعقد خلال فبراير الجاري نشاطاته مؤخرًا، وتعكس مثل هذه المهرجانات أبعادًا متنوعة تتمثل أدوارها الفاعلة في تعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على التراث الثقافي الغني للمملكة. لا يقتصر التأثير الإيجابي لمثل هذه الفعاليات على السياحة السعودية على زيادة أعداد الزوار فحسب، بل يمتد ليشمل تنشيط الاقتصاد من خلال فتح آفاق جديدة للاستثمار في قطاعات متعددة. يُعد المهرجان مثالًا حيًا على كيفية استحداث وظائف للكفاءات الوطنية، من خلال توفير فرص عمل متنوعة تسهم في تعزيز الإنفاق السياحي وتنمية البنية التحتية السياحية.


وفّر المهرجان، عبر استضافة فرق من 7 دول شاركت فيه، هي اليونان وإيطاليا ومصر والأردن وتونس وتركيا وإسبانيا، منصة استثنائية لتبادل الثقافات والتجارب، ما يعزز مكانة المملكة من حيث كونها وجهة سياحية عالمية تحتفي بالتنوع والانفتاح. كما يعكس التنوع الثقافي والحضاري، ويسهم في إبراز الجوانب المشرقة للثقافات المختلفة، من خلال استعراضات الأزياء، والفنون الشعبية، والموسيقى التي تأخذ الزوار في رحلة عبر الزمان


x
You are looking for