تتوشح منطقة الباحة ثوب التاريخ والعراقة، حيث تعانق السحاب وتحتضن بين جنباتها أكثر من 194 موقعًا أثريًا وتراثيًا، مُدرجة في سجل هيئة التراث الوطني، وتتناثر في ربوعها 72 قرية تراثية، رُمزت بلوحات "باركود" كشاهد على تنوعها وغناها الثقافي.

تروي هذه القرى، المتناثرة في أحضان التضاريس المتباينة من وعرة إلى سهلة، والممتدة عبر مساحات شاسعة، تروي قصصًا قديمة، مشكلةً إرثًا تاريخيًا يُعبر عن الهوية الوطنية بأصالتها وتنوعها الثقافي والاجتماعي.

 


تُعد القرى التراثية في الباحة موسوعة حيّة لفن العمارة القديمة، حيث تبرز البيوت، والمساجد، والقلاع، والحصون، التي شُيدت من مكونات الطبيعة كالأحجار والأشجار والرمال، وزُينت بأشجار العرعر والسدر والطلح والزيتون البري، ورُسمت بنقوش تحكي قصص الأجداد وحِكمتهم في استخدام موارد الطبيعة.

تشرع هذه القرى أبوابها على مدار العام لتقدم للزوار والسياح فرصة نادرة لاستكشاف تاريخ المنطقة وتراثها الغني، وتقدم مهرجانات تراثية وثقافية تُظهر الحياة الاجتماعية للأهالي القدامى، وتُعرّف بالفنون التراثية الشعبية، وتُبرز الأزياء التراثية والأكلات الشعبية والتفاصيل العمرانية الفريدة التي تُميز منطقة الباحة.


تلعب القرى التراثية في الباحة دورًا بارزًا في تعزيز السياحة الثقافية والتراثية، وتساهم على نحو كبير في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني وتحقيق الاستدامة. يرتاد هذه القرى كثيرون من الزوار والسياح، ليس فقط لاستكشاف جمالها العمراني وتفاصيلها التراثية، ولكن أيضًا للمشاركة في الأنشطة التي تُقام بها والتي تعكس عمق الثقافة والتقاليد السعودية.


تقدم القرى التراثية في الباحة لزوارها، عبر استضافة مهرجانات وفعاليات تراثية وثقافية، تجربة غنية تتيح لهم الغوص في أعماق التاريخ والتعرف على الحياة اليومية للأجداد، كما تُبرز المهارات الحرفية والمهن التقليدية التي كانت تشكل مصادر رزق للسكان في الماضي، مثل الزراعة، والرعي، والنجارة، وغيرها.

لا تشكل الجهود المبذولة للحفاظ على هذه القرى وتطويرها خطوة نحو حماية التراث الوطني فحسب، بل تُعد أيضًا استراتيجية فعّالة لتعزيز الاقتصاد المحلي. فمن خلال جذب السياح والزوار، تُسهم هذه القرى في استحداث فرص عمل جديدة وتعزيز الأنشطة التجارية المحلية، ما يدعم رؤية السعودية 2030، ويساهم في تحقيق مستهدفاتها نحو تنويع مصادر الدخل وتحسين جودة الحياة للمواطنين.


x
You are looking for