تشكّل القرى التراثية التي تتناثر في ربوع المملكة العربية السعودية جسورًا تاريخية تربط الماضي بالحاضر. تنبسط هذه القرى كلآلئ تروي حكايات عراقة الماضي وزخم التاريخ، مقدمةً لزوارها تجربة فريدة تجمع بين الأصالة وروح العصر. تلعب هذه القرى دورًا محوريًا في تعزيز الأنشطة السياحية وجذب الزوار من داخل المملكة وخارجها، فهي تعكس تراث المنطقة وثقافتها، وتقدم فرصة لاكتشاف الحياة كما كانت قبل عقود من خلال ما تزهو به من مقتنيات تراثية وتحف نادرة.


في مركز الشقيق، التابع لمحافظة الدرب بمنطقة جازان، تبرز القرية التراثية السياحية معلمًا بارزًا يستقطب الزوار والسياح، مؤكدةً على مكانتها بوصفها وجهة ترفيهية وثقافية مميزة. تمتزج في القرية، التي تنبسط على مساحة تبلغ سبعة آلاف متر مربع، أصالة وتراث المنطقة على نحو يجذب السياح ويعرفهم بالبيئة التهامية، عبر تقديم تجربة استثنائية تشمل ممارسة الأنشطة الترفيهية المتنوعة والتعرف على عادات وتقاليد وأطايب الطعام الشعبية في المنطقة.


تتفاخر القرية بما توفره للزوار من مرافق، فهي تضم مطعمًا يقدم المأكولات الشعبية مثل "المغش"، و"البرمة"، و"خبز الميفا" التي تشتهر بها جازان، وتحتضن مسرحًا للفنون الشعبية، ومتحفًا يعرض الأواني الفخارية، والمطاحن، والمقاعد الخشبية، وأدوات صنع القهوة والطبخ، بالإضافة إلى الأزياء التقليدية والحليّ التي تميز المنطقة.


تشكل القرية بذلك مرآة تعكس الحياة البسيطة والمعيشة الأصيلة لأهالي جازان قديمًا، حيث يغوص ضيوفها في عبق التاريخ وحضارة المنطقة. لا تُعد القرية مركز جذب سياحي فحسب، وإنما هي أيضًا رافد اقتصادي يسهم في توفير فرص العمل وتنشيط الحركة التجارية في المنطقة. تعزز القرية، من خلال إحياء التراث الثقافي والعادات الشعبية، من مكانتها بوصفها نقطة محورية في خريطة السياحة السعودية، موفرةً بذلك دفعة قوية للاقتصاد المحلي ومساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 نحو تنويع مصادر الدخل وتحسين جودة الحياة.

تقف قرية الشقيق التراثية شاهدًا على الجهود المبذولة للحفاظ على التراث وتعزيز الهوية الثقافية والتاريخية للمملكة، مؤكدةً على أهمية هذه القرى في سرد قصص الماضي وتقديم تجربة سياحية غنية تسهم في رسم مستقبل مزدهر للسياحة في المملكة العربية السعودية.

x
You are looking for