تنبض واحة الإحساء، تلك الجوهرة السعودية الفريدة، بالحياة والتاريخ، فهي أكبر واحة نخيل على مستوى العالم تتباهى بأشجارها الباسقة التي تزين أرجاءها، وبتمورها الفاخرة التي تُعد من أجود أنواع التمور في العالم. تتمدد هذه الواحة في المنطقة الشرقية من المملكة، وتتمايز بتراثها العريق، ومناظرها الطبيعية الخلابة، ما يجعلها وجهة سياحية مثالية للباحثين عن الجمال والسكينة.

في رحاب الإحساء، تفيض الأرض بعبق التاريخ وتفوح بأريج التمور، حيث انطلقت فعاليات مهرجان التمور السنوي تحت شعار "ويا التمر أحلى 2024" في السابع عشر من يناير المنصرم على مدى شهرين تزهو فيهما الأحساء بأحد أبرز مهرجاناتها المحلية التي تستلب الأفئدة والأبصار.


حافظ مهرجان الإحساء للتمور، منذ بزوغ فجره قبل ثلاثة عشر عامًا، على بريقه وشعبيته بوصفه أحد أهم الفعاليات الثقافية والاقتصادية في المنطقة. يتوافد إليه الزوار من العائلات والأفراد، ليس من المملكة وحدها بل من دول الخليج العربي والدول الأخرى المجاورة، لينغمسوا في أجوائه المفعمة بالحياة من خلال برامجه ونشاطاته المتنوعة.

تتجلّى روعة المهرجان في "خيمة التمور"، حيث يعرض 555 منتجًا وصانعًا أفضل ما لديهم من التمور والصناعات المرتبطة بها. تنبض الأركان بالحيوية بما تقدمه من صنوف متعددة، ومجموعات مختلفة من التمور، في مشهد يسرّ الناظرين ويجذب عشاق التمور والمهتمين لاستكشاف تلك المعروضات المقدمة بطريقة جاذبة تسهم في رفع القيمة السوقية للتمور.

تنتج الإحساء مجموعة واسعة من أصناف التمور، كلٌ بمذاقه الفريد وجودته العالية، ما يعكس العناية الفائقة والتقاليد الزراعية العريقة التي تتوارثها الأجيال في هذه المنطقة. تُسهم هذه الإنتاجية الوفيرة في تعزيز مكانة السعودية بوصفها أحد أبرز المنتجين والمصدرين للتمور على مستوى العالم.


إلى جانب ثروتها الزراعية، تتفاخر واحة الإحساء بمعالم تاريخية وطبيعية متنوعة، من قلاع تاريخية وأسواق تراثية إلى عيون مياه طبيعية وكهوف جيرية، ما يجعل منها مكانًا مثاليًا للتعرف على الثقافة والتاريخ السعودييْن. كما توفر الواحة فرصًا لاستكشاف الطبيعة الساحرة، من خلال رحلات برية ونزهات في أحضان الطبيعة.

لواحة الإحساء أثر إيجابي كبير على السياحة السعودية، حيث تسهم في تنشيط الحركة السياحية والترويج للمملكة من حيث كونها وجهة سياحية ثرية بالتجارب الفريدة والمواقع التراثية. تعزز الإحساء، من خلال استقطاب الزوار المحليين والدوليين، من مكانة السعودية على خريطة السياحة العالمية، مقدمةً نموذجًا للتنمية السياحية المستدامة التي تحترم البيئة وتحافظ على التراث.

تمثل واحة الإحساء، بجمالها وتراثها، نموذجًا مثاليًا للتوازن بين الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية الاقتصادية. كما تؤكد، من خلال استقبال الزوار وتقديم تجربة سياحية غنية، على الدور الذي يمكن أن تلعبه السياحة في تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة، وتحسين جودة الحياة للمواطنين في المملكة العربية السعودية، مسطرةً بذلك فصلاً جديدًا في قصة النمو والازدهار للمملكة.

x
You are looking for