تبرز تربية الصقور في المملكة العربية السعودية بوصفها جزءًا أساسيًا من التراث العربي الأصيل، وتستحوذ على قيمة ثقافية وتاريخية كبيرة. من أجل الحفاظ على هذا التراث العريق وصون الهوية الثقافية للمملكة، تُقام كثير من المهرجانات والفعاليات التي تساهم في تعزيز الاقتصاد، وجذب السياح والزوار من مختلف أنحاء العالم.
يُعد مهرجان الصقور الذي يُقام سنويًا في محافظة طريف بمنطقة الحدود الشمالية واحدًا من أبرز الفعاليات التي تعزز من ثقافة تربية الصقور في المملكة. وتأتي مشاركة أكثر من 1000 مشارك من ملاك الصقور المحترفين السعوديين والدوليين في هذا المهرجان دليلاً على الاهتمام الكبير بهذا القطاع.
يتضمن المهرجان كثيرًا من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تستهدف جميع الفئات العمرية. تتوافر عروض ترفيهية وثقافية وتعليمية تهدف إلى إثراء المعرفة والتوعية بأهمية تربية الصقور وحمايتها. كما تتضمن الفعاليات أيضًا أمسيات شعرية وحفلات غنائية لإضفاء الأجواء التراثية والترفيهية على المهرجان.
إلى جانب ذلك، يزدان المهرجان بأركان خاصة للصقّار الصغير بهدف نقل هذه الهواية التاريخية إلى الأجيال القادمة. عبر هذه الأركان، يتعلم الصغار فنون تربية الصقور والعناية بها بمساعدة خبراء متخصصين. ويُعد ذلك فرصة لتعزيز الهوية الثقافية ونقل المعرفة التقليدية من جيل إلى آخر.
تشكل مثل هذه المهرجانات السياحية أهمية كبيرة في جذب الزوار والسياح إلى المملكة العربية السعودية. فالمهرجانات السياحية التراثية تساهم في تنشيط السياحة، وتعزيز الاقتصاد المحلي من خلال استحداث فرص عمل للكفاءات الوطنية، وتشغيل الفنادق، والمطاعم، والمقاهي وغيرها من المرافق السياحية.
تُعد منطقة الحدود الشمالية وجهة أساسية للصقور المهاجرة وطرائدها، وتجذب كثيرين من عشاق الصيد والصقارين من مختلف مناطق المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي. توفر البيئة الطبيعية الخصبة في المنطقة موطنًا مناسبًا لتربية الصقور وتوفير فرص مثالية لممارسة هواية الصيد وتدريب الصقور.
بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية والسياحية، تشكل تربية الصقور في المملكة العربية السعودية جزءًا من الجهود الرامية للحفاظ على التراث الثقافي والتقليدي للبلاد. فتاريخ تربية الصقور في المنطقة يعود لقرون عدة، وهي تعكس ثقافة الصحراء والحكمة العربية القديمة.