أحمد عمارة
تنفرد منطقة نجران بروعة تراثها المعماري الذي يتدثر بثوب الأصالة والتاريخ، تزدان بيوت المنطقة بنمط إبداعي صاغته أنامل قاطنو المنطقة قديمًا الذين خلفوا وراءهم ذاك الإرث الرائع من العمران البديع. يجسد هذا النمط المعماري الأصيل هوية المنطقة وتاريخها، ويتشكل في هيئة بيوت وقصور تنبسط في الأنحاء كافة، وسط أوديتها وبين سفوحها وعلى أطراف جبالها الشاهقة.
يتجلى هذا الإبداع المعماري في قصر العان الذي يمثل انعكاسًا للهندسة المعمارية التي كانت سائدة في منطقة نجران قديمًا. يرجع تاريخ بناء القصر، الذي يستوطن قمة جبل العان غرب نجران، إلى عام 1100ه. يزدان القصر بأربعة طوابق صاغتها أنامل القدماء على نسق الطراز المعماري النجراني، ويحيط به سور يبلغ ارتفاعه ستة أمتار تزينه أبراج مراقبة جرى تشييدها لأغراض الحراسة.
يشرف القصر من الجهة الشمالية على وادي نجران، أحد أكبر أودية منطقة نجران والمملكة العربية السعودية والذي يقسم مدينة نجران إلى قسمين، شمالي وجنوبي. بينما يشرف من الجهة الجنوبية على عدد من القرى ومزارع النخيل الباسقة وجبل أبوهمدان وقلعة رعوم التاريخية.
يبدأ السائحون والزائرون بزيارة قلعة رعوم انطلاقًا من القصر، فهي تقع على قمة الجبل، وتعد واحدة من أهم الوجهات السياحية في نجران. حيث يستطيع الضيوف الوصول إلى القلع عبر صعود الجبل من الطريق الممهد الذي يسمح لهم بالصعود إليها والنزول منها إلى الوادي حيث تنبسط غابة سقام جنوب المدينة.
جرى مؤخرًا ترميم القصر، الذي يمثل قيمة أثرية وتاريخية ويكتسي بمظاهر الجمال والإبداع، وإعادة تأهيله في سياق المحافظة على التراث العمراني للقصور الطينية، والاستفادة منه في تطوير الخدمات وسعيًا لتعزيز الهوية وجذب السياح دعمًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030.