أحمد عمارة

تتمايز المملكة العربية السعودية بما حباها الله من مناطق شاسعة ومساحات مترامية تزدان بتنوع وافر في جمالها الطبيعي وتضاريسها المختلفة التي شكلت لوحات بديعة نحتتها عوامل التعرية عبر العصور جبالاً وهضابًا وأودية وسفوحًا وسهولاً جسدت قيمة تاريخية مهمة في حياة القبائل والشعوب الذين سكنوا هذه المناطق في أزمنة غابرة.

صاغت أنامل الطبيعة جبل محجّة تحفة فنية تمثل قوسًا كبيرًا تحيط به تضاريس غريبة من تشكيلات صخرية منحوتة وكثبان رملية وكأنه عمل فني عملاق أبدعه أعظم الفنانين المتخصصين في فن الأرض. يستكين الجبل جنوب شرق محافظة تبوك ويبعد نحو 240 كيلو متر غرب مدينة حائل على طريق العلا، ويزدان بنصوص ورسومات ثمودية على هيئة أشخاص وحيوانات مختلفة، كما يزهو بنقوش إسلامية ونبطية.


تشكل المنطقة التي ينبسط فيها ذلك المعلم التاريخي الرائع متحفًا طبيعيًا متفردًا، فهي تزدان بأشكال نحتية غريبة على هيئة أعمدة وأبراج قوطية أو رومانية أو مسلات أو مخروطيات وغيرها. اشتهر الجبل قديمًا بأنه كان استراحة للقوافل والعابرين، ومحطة للحجاج القادمين من بلاد الشام خلال رحلاتهم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة.

مع اقتراب فصل الشتاء، يتوق للمستكشفين والمغامرين الاستمتاع بزيارة المناطق الأثرية المنتشرة في ربوع المملكة، ومنها منطقة جبل محجّة. تتطلب زيارة تلك المنطقة تجهيزات خاصة، وسيارات دفع رباعي، حيث أن الطريق إليه غير معبدة في معظمها، فهو يقع شمال الطريق المعبد الذي يصل بين حائل والعلا على مسافة تبعد نحو 20 كيلو متر تقريبًا.

x
You are looking for