أحمد عمارة
يشكل التراث الشعبي الوطني رافدًا هامًا من روافد السياحة السعودية، ويتجلى ذلك في نواحٍ كثيرة منها القرى التراثية العريقة المنتشرة في ربوع المملكة العربية السعودية. تستمد هذه القرى جمالها ورونقها الذي يحبس الأنفاس من طبيعة تضاريسها الجبلية الفريدة وملامح طرازها العمراني القديم. حيث صُممت القرى على مر العصور بطريقة هندسية مذهلة تسمح للأزقة والممرات الداخلية أن تتخلل المنازل والساحات وتربط بيوت القرى بسلاسة وإتقان.
تستكين قرية المسقي التراثية على مسافة تبلغ نحو 33 كيلومتر جنوب مدينة أبها، وتتمدد على الطريق السياحي المؤدي إلى متنزه المسقي ومتنزه الجرة ومتنزه الحبلة، ولا تبعد سوى ثلاثة كيلو مترات فقط عن جامعة الملك خالد. تُعد القرية واحدة من أقدم القرى الواقعة جنوب المملكة العربية السعودية، حيث كانت تشكل نقطة استراحة الحجاج ومحطة عبور للمسافرين إلى الأماكن المقدسة وبلاد الشام.
شهدت القرية في الآونة الأخيرة مشروع إعادة تأهيل لبعض القصور الأثرية واستثمارها سياحيًا عبر إقامة مقاهٍ ونزل على النمط العمراني القديم. كما جرى تنظيم فعاليات وأنشطة ثقافية وفنون شعبية وسياحية خلال موسم صيف عسير 2022، ومشاركة الحرفيين والأسر المنتجة.
تزدان القرية بمعالم أثرية خالدة منها الجامع الكبير الذي يتوسط القرية على ربوة عالية، والذي جرى اختياره ضمن المرحلة الثانية من مشروع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية. كما تتزين القرية أيضًا بمسجد شاهر المعروف باسم المسجد الأعلى، ومسجد آخر يعرف باسم "المسجد الأسفل ويقع شمال القرية.