في ميدان العنبرية الذي يعد من أقدم الشوارع والميادين في المدينة المنورة يقع متحف سكة الحجاز الذي يختلف عن غيره من المتاحف. إذ كان في الأصل محطة أخيرة من محطات سكة الحجاز التي أُنشئت في القرن التاسع عشر، وكانت تنطلق من دمشق لتنقل حجاج بيت الله الحرام إلى منطقة الحجاز.

 

محطة تتحول إلى متحف

بدأ مشروع متحف سكة الحجاز عام 1419هـ بتأهيل المكان وترميمه وافتتحه الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، رحمه الله، عندما كان أميرًا لمنطقة المدينة المنورة، ثم مر المشروع بمراحل عديدة من التطوير، وهو يمثل تحفة معمارية تاريخية. يعد المتحف أحد أهم وأبرز الوجهات السياحية. وهو يمثل واجهة حضارية لمنطقة المدينة المنورة، التي تتميز بكثرة المواقع الأثرية ومواقع التاريخ الإسلامي فيها. كما أن الموقع يُستخدم، اليوم، لإقامة الفعاليات الثقافية المصاحبة لبعض المهرجانات التي تُقام في طيبة الطيبة من خلال النمط العمراني للمحطة التي تمتد بشكل لافت في ميدان العنبرية ومسجد العنبرية الذي يجاورها تستطيع أن تستشف التاريخ والزمن الذي أنشئت فيه، حتى النمط العمراني الدارج في ذلك الوقت. وعلى الرغم من أن المبنى ينتمي إلى زمن الدولة العثمانية إلا أن الأحجار التي بنيت فيها المحطة كانت من أحجار حرة المدينة.

بُنيت المحطة والمسجد في منطقة العنبرية التي كانت في ذلك الوقت ملتقى قوافل الحجيج، وكانت أول رحلة وصلت من الشام عبر القطار الذي توقف في هذ السكة الحديدية كان عام 1908 أي منذ أكثر من مئة عام.

في المتحف عربات ومحركات تم جمعها من مناطق ومحطات أخرى على السكة الحديدية القديمة، وقد أعيد ترميم محرك إحدى العربات التي بإمكانها السير على سكة الحديد الموجودة في المتحف.

 

مكونات المتحف

يتكون المتحف من مباني محطة سكة حديد الحجاز التي تم ترميمها وتأهيلها، كما يشتمل على ورشة إصلاح القاطرات. يوجد ضمن مبنى المحطة الرئيسة قاعة المعارض الزائرة والمؤقتة، وقاعة المحاضرات والعرض المرئي، إلى جانب سوق للحرفيين، ومتجر المتحف والمقهى الشعبي، ومطعم القطار وهو عبارة عن 12 عربة قطار قديمة جرى ترميمها لتستخدم مطعمًا للعائلات. في قاعات المتحف تُقدم عروض أثرية وتاريخية، فيما يستخدم حرمها لإقامة بعض المهرجانات الثقافية.

في متحف المدينة المنورة، أو كما يعرفه العامة متحف سكة الحجاز، توجد (14) قاعة عرض تشمل بهو المتحف، وقاعات بيئة المدينة المنورة وتاريخها الطبيعي، والمدينة قبل الإسلام، والمدينة المنورة في العهد النبوي، وقاعة زوجات الرسول، صلى الله عليه وسلم، وأبنائه، وقاعتي الأنصار والمهاجرين، وقاعة المسجد النبوي الشريف، وقاعات المدينة المنورة في عهد الخلفاء الراشدين، وقاعة المدينة المنورة خلال العصور الإسلامية والمدينة المنورة في عهد الدولة السعودية الأولى والمدينة المنورة في عهد الدولة السعودية الثانية، والمدينة المنورة في عهد الملك عبدالعزيز، يرحمه الله، وقاعة التراث المديني.

كما يضم مبنى المتحف العديد من الأحجار والقطع الأثرية التي تعود لعصور ما قبل الإسلام، بالإضافة إلى صور بالأبيض والأسود للمدينة المنورة والحياة فيها منذ القرن الثامن عشر.  

 

 

x
You are looking for