أحمد عمارة

تتوالى مواسم الترفيه والبهجة في ربوع المملكة العربية السعودية من حين لآخر ليستمتع بها جمهور المقيمين والزائرين والسائحين، وقد انطلقت مؤخرًا فعاليات مهرجان صيف حائل، عروس الشمال، والتي سوف تتواصل حتى يوم 26 أغسطس الجاري. تُقام الفعاليات في واجهة حائل الترفيهية في منطقة "المغواة" التي تزدان بطبيعة جبلية خلابة والتي تُعد امتدادًا لسلسلة جبال أجا وسط الطبيعة الساحرة. يتضمن المهرجان فعاليات متنوعة وأنشطة إنشادية وفنونًا تشكيلية وألعابًا للأطفال وسوقًا للأسر المنتجة وعروضًا فلكلورية ومسابقات وهدايا.

تزدان منطقة حائل أيضًا بمهرجان بيت حائل التراثي المقام في متنزه "أجا بارك" والذي تنطلق فعالياته يوميًا من الساعة السادسة مساءً حتى الساعة الواحدة صباحًا، ونجح في جذب أعداد كبيرة من الضيوف الذين يستمتعون بالعروض والتراثيات التي يقدمها المهرجان.

عروض حرفية تراثية

اجتذبت العروض الحرفية زوار مهرجان بيت حائل التراثي، حيث استمتعوا بالحرف المحلية التراثية مثل صناعة المشغولات اليدوية بأنواعها مثل الخوص والسدو وعمل القرب والمنسوجات والكروشيه.

النحت على كرب النخيل

يعمد الحرفيون في حائل إلى تحويل الجموع المتهالكة من كرب النخيل إلى تحف فنية، حيث يقومون بانتقاء كرب النخيل بحسب مقاسات معينة وفقًا لفكرة اللوحة الفنية المراد إبداعها. يقوم الحرفي بعد ذلك بتنظيف كرب النخيل والرسم عليه، ثم النحت عبر المشارط والأزاميل، ثم مرحلة التحديد بالحرق من خلال "الكاوية". بعد اكتمال اللوحة الفنية يجري دهانها بمادة "الورنيش" للحفاظ عليها من التلف.

الكليجا الحائلية تجتذب الزوار

لاقت الأكلات الشعبية السعودية في بيت حائل التراثي إعجاب المتنزهين والسائحين، لا سيما وأنها تشكل جزءًا من التراث السعودي العريق. حظيت "الكليجا الحائلية" بقدر كبير من اهتمام الزوار الذين شاهدوا كيفية صناعتها وتعرفوا على أنواعها وأشكالها المختلفة وسر مذاقها اللذيذ الذي يكمن في خلطة البهارات الخاصة بالإضافة إلى باقي المكونات مثل الطحين والهيل والسكر وغيرها.

المسابيح.. حرفة فنية

تُعد حرفة صناعة المسابيح من الحرف القديمة المتوارثة بين الأجيال، يستمتع زوار بيت حائل التراثي بمشاهدة كيفية صناعتها والتعرف على المواد المستخدمة في إبداعها ومراحل تصنيعها المختلفة باستخدام آلات مثل آلة المنشار، وآلة الدسكات، والمخرطة، وآلة الصنفرة ثم التلميع والتخريم.

القفاص.. حرفة تراثية

نبعت حرفة "القفاص"، التي يستمتع بها زوار بيت حائل التراثي، في الأصل من الساحل الشرقي وتحديدًا في محافظة الأحساء. يتعرف الزوار على هذه الحرفة في "ركن القفاص" حيث يتم استخدام سعف النخيل في صناعة كثير من الأنواع. يعمد الحرفي إلى تقطيع الجريد قطعًا صغيرة، ويقوم بتركيبها مع بعضها ليصنع منها قطع الأثاث مثل الكراسي والطاولات والرفوف والسلال وأسرة الأطفال والأقفاص الصغيرة التي تستخدم لحفظ بعض الخضروات والفاكهة.