أحمد عمارة
أجواء باردة، غيوم داكنة، زخات منعشة، مروج خضراء، جبال شاهقة، مناظر طبيعية خلابة كرّست الباحة بستانًا يزين الحجاز. في هذه الواحة الآسرة، تفسح الصحراء المجال أمام مناظر رعوية ساحرة تعانق السفوح وتكسو الأودية. تزدان تلك الواحة البديعة التي تفترش قمم الجبال بموقع يزهو بمناظر بانورامية رائعة، وتضاريس جبلية طبيعية، وتراث ثقافي لا يُمحى، وجواهر تراثية معمارية خالدة.
تشهد الباحة هذه الأيام فعاليات وأنشطة مميزة في موسم "جوي وأجوائي" تجذب المقيمين والزائرين والسائحين الذين يستمتعون مع عائلاتهم وأطفالهم بقضاء إجازاتهم الصيفية وسط هذه الأجواء الجميلة التي تنعشها نسمات الهواء الباردة ومناظر الغيوم والضباب والأمطار التي تغطي قمم الجبال وسفوحها. يستحسن الضيوف زيارة المتنزهات الشهيرة، مثل متنزه رغدان، والاستمتاع بممارسة الأنشطة المختلفة مثل الطيران الشراعي، والمشي على جسر ممشى الضباب، والانزلاق الحر، والدراجات المعلقة، وحديقة الطيور، وغيرها مما توفره الباحة من فعاليات متنوعة.
تشكل الباحة واحة جاذبة تستمتع فيها العائلات بقضاء العطلات الصيفية، والتنزه على المنحدرات المطلة على الأودية، والاسترخاء وسط مروجها الخضراء التي تُشكل ملاذًا جبليًا مذهلاً تغلفه درجات حرارة معتدلة لا سيما في موسم الصيف الذي تشتد فيه الحرارة في مناطق أخرى. تزدان بيوت الباحة المتناثرة على الجبال نفسها، بهندسة معمارية فريدة، ويقطنها ما يقرب من مليون نسمة.
يستمتع الزائرون لمنطقة الباحة بتناول أطايب الطعام والشراب، لا سيما طبق العصيدة المحلية، وهو الطبق العربي التقليدي الجنوبي، الذي تصنعها النساء من أنواع مختلفة من الدقيق، ويقدم في أغلب الأحول مع العسل. إنه يشكل طبق الغذاء النموذجي للمناطق الجنوبي في المملكة، وهو طبق لذيذ ومشبع للغاية.
