تتمايز المملكة العربية السعودية بعدد وافر من الفنون الأصيلة التي تجسّد سمة راسخة في حياة المجتمعات البدوية. يتجلّى ذلك في فنّ حياكة السَدو الذي يُعد حرفة من الحرف النسيجية التقليدية التي تنتقل من جيل لآخر بين النساء البدويات في الجزيرة العربية.

درجت النساء على طرح إبداعات نسيجية مبهرة باستخدام أشعار الماعز وأصواف الأغنام وأوبار الإبل. تثري هذه الإبداعات تصاميم وألوان تتناغم معًا في حياكة لوحة فنية تزهو بتعابير جمالية تزدان بها أقمشة الخيام الداخلية، وسروج الخيول والإبل، وحقائب اليد، والأوشحة، والكماليات.

يشتهر هذا الفن بأنه بالغ التعقيد، حتى إن حياكة متر مربع واحد من نسيج السدو تستغرق ما يصل إلى شهرين كاملين. كما أن حياكة كمية كافية لإبداع خيمة تحتاج إلى صبر كبير إذْ يمكن أن تستغرق سنوات. وقد ظهرت في الآونة الأخيرة أنواع من أقمشة السدو الاصطناعية، غير أن أقمشة السدو التقليدية تتفوق عليها في أمور عدة، منها أنها جرى إبداعها يدويًا من مواد طبيعية نقية مستقاة من البيئة التقليدية تتباهى بتأثير راسخ، بينما تُصاغ الأقمشة الاصطناعية من مواد تركيبية مستقاة من مصادر غير طبيعية.

يمكن لهواة هذا الفن الراسخ العثور عليه في عدد من الأماكن الشهيرة، مثل سوق عكاظ في مدينة الطائف الذي ينعقد مرة كل عام، وسوق الديرة في مدينة الرياض. كما يمكن الاستمتاع بمشاهدته في المناسبات والاحتفالات التراثية المتنوعة. وفي بادرة تقدير لهذا الفن الأصيل، جرى اختياره شعارًا لقمة مجموعة العشرين التي ترأستها المملكة العربية السعودية عام 2020 بوصفه تجسيدًا للهوية السعودية.

x
You are looking for