فتحي سمير
مدينة الفل والكادي، ودرة تهامة، وزمردة البحر الأحمر. تحتضن أوديتها الخضرة والجمال، وجبالها الشاهقة تعانق السحاب.
تعد جازان العاصمة الإدارية والميناء الرئيس لمنطقة جازان، وتقع على ساحل البحر الأحمر في الجنوب الغربي للمملكة العربية السعودية. تميزت عبر السنين بموقعها الاستراتيجي الذي جعلها محطة مهمة على طريق اليمن، فضلاً عن علاقاتها التجارية الوطيدة مع قارة إفريقيا على امتداد تاريخها.
تشتهر منطقة جازان بالزراعة، خصوصًا زراعة الحبوب والخضراوات والفاكهة، وينتشر فيها شجر الآراك "السواك"، كما تشتهر بصيد الأسماك، ويقام بها مهرجان الحريد السنوي في فرسان، وعلى أرضها يقع سد وادي جازان الذي يعد واحدًا من أكبر سدود المملكة.
السواحل الساحرة
تتميز جازان بسواحلها الفاتنة، وحدائقها وارفة الأشجار، وكورنيشها الذي يسلب الألباب، والذي يمتد على طول ساحلها، بمسطحاته الخضراء، وبما يضمه من مناطق ألعاب ومطاعم وجلسات عائلية، كما تتميز سواحل جازان بشعابها المرجانية الأخاذة، وتشتهر بالجزر الجميلة التي تقع في مواجهة المدينة داخل البحر الأحمر، وهي جزر أرخبيل فرسان الساحر وأشهرها جزيرة فرسان المأهولة بالسكان والتي يصلها السكان والزوار عبر رحلات بحرية تبحر من ساحل مدينة جازان نحو فرسان.
تعد جزيرة فرسان أكبر جزر الأرخبيل، ويمنح ذلك الزوار الفرصة لقضاء أوقات ماتعة بين ممارسة هواية الغوص لمشاهدة الشعب المرجانية، وصيد الأسماك، وركوب القوارب، كما يمكن للسائح الاستمتاع بجبال جازان وأوديتها الخلابة، مثل وادي لجب، ووادي موهد، والعيون الحارة التي هُيئت لاستقبال الزوار، كما يمكن زيارة مرتفعات بني مالك، وجبال فيفا التي تتميز بجمالها البديع.
القرية التراثية
تعد القرية التراثية الواقعة بكورنيش جازان الجنوبي مقصدًا مهمًا للزوار، إذ تضم القرية البيت الجبلي الذي يتميز بشكله الأسطواني وطوابقه. أما البيت التهامي فيمثل بساطة الحياة التهامية عبر شكله المخروطي، كما تتجسد البيئة البحرية بأصدافها وشباكها في البيت الفرساني في جزيرة فرسان، فضلاً عن المعالم الأثرية والمقتنيات التراثية من أدوات خوصية وفخارية، وملابس وأزياء تأسرك بألوانها وزخارفها التراثية.
قلعة الدوسرية
تقع قلعة الدوسرية فوق ربوة تطل على البحر الأحمر، وسط مدينة جازان، على ارتفاع 150 مترًا تقريبًا فوق سطح البحر، والقلعة مربعة الشكل ومساحتها تقدر بنحو 900 متر مربع، وهي مدعمة بأربعة أبراج ضخمة مستديرة، وبنيت من الحجر المشغول، على شكل حصن مربع الشكل من ثلاثة طوابق، قبل نحو ستة قرون.
إرث فني
تنوع البيئة في جازان بين البحر والأودية والجبال أفرز مناخًا ثقافيًا متنوعًا ومتمايزًا وعادات ميّزت محافظات المنطقة عن غيرها، لكنها اشتركت في ألوان ثقافية وفنية جميلة منها أشهر الرقصات التي تُعرف بها جازان وهي رقصة العزاوي التي تؤدَى بلا نشيد على قرع الطبول بحركات سريعة يؤديها الشباب واقفين أو بإحناء الظهر أو جالسين على القدمين برشاقة كبيرة. بالإضافة إلى الرقصات الأخرى مثل رقصة الزيفة التي يكون فيها الراقصون في صفين متقابلين ووسطهم حاملو الطبول، وغير ذلك من صور فنية تشتهر بها المنطقة.