فتحي سمير
يمثل السدو أحد أهم عناصر الثقافة والتراث في الهوية السعودية التي يُحتفى بها داخل المملكة العربية السعودية، بل وما يزال السدو يمثل شطرًا مهمًا من حياة الناس في منازلهم حيث تُصنع منه بيوت الشعر، أو الخيام التي تُصطحب لنصبها والتخييم في البر. بل وانعكست أهمية هذا الفن من خلال حرص المملكة على اتخاذ نقوش السدو في شعارها لاستضافة قمة العشرين في عام 2020.
في هذا السياق، تنظم وزارة الثقافة خلال الفترة من 16 إلى 20 مارس 2022 فعالية "حكاية سدو" في قصر الثقافة بحي السفارات في مدينة الرياض، تحت مظلة برنامج "جودة الحياة"، والتي تتضمن أنشطة متنوعة تحتفي بفنون السدو وبارتباطها الوثيق بتراث المملكة عبر تاريخها، بداية من اكتشاف السدو حتى تسجيله لدى منظمة "اليونسكو" كتراث ثقافي غير مادي.
تنقسم الفعالية إلى خمسة أقسام رئيسة تضم "معرض نسج السدو، ومعرض سدو الأزياء، والسدو السعودي في عين العالم، ومعرض السدو عبر القارات، والمعروضات الفنية". ستساهم هذه الأقسام في توفير تجربة متفردة للزوار من الكبار والأطفال من خلال توظيف تقنية الهولوغرام في الأعمال الفنية، واستخدام الصناديق التفاعلية المضيئة، وتصميم نفق بتقنية LED، بالإضافة ما يصاحب المعرض من فعاليات يقدمها المصممين والمصممات من أبناء الوطن.
يُبرز المعرض في أقسامه المختلفة صورًا من جماليات السدو، ومن ذلك منطقة المعروضات الفنية التي جرى تصميمها على هيئة متاهة مصنوعة من الزجاج والأخشاب وتضم اللوحات التشكيلية السعودية التي تستعرض تاريخ السدو في المملكة، بالإضافة إلى إبراز الأعمال اليدوية للمصممين. بينما تستعرض منطقة نسج السدو عديدًا من الأعمال بألوانها التقليدية وزخارفها الجميلة، فيما روعي توفير جانب تفاعلي في منطقة الأطفال تحت مسمى موروث الأجيال، يتضمن ألعابًا.
جرى تصميم ممر السدو السعودي على امتداد عشرة أمتار، ليعكس الموروث السعودي في السدو من خلال عرض الصور الفنية على الشاشات واللوحات الخشبية.
تحرص وزارة الثقافة على الاحتفاء بعناصر الثقافة المؤسسة للهوية السعودية ومن ذلك فنون حياكة السدو ذات الجذور الراسخة في الثقافة السعودية، والتي حرصت المملكة على تسجيلها في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة اليونسكو.