عبير الفوزان – أهلا وسهلا

 

ستتوقف عند العمل التركيبي "ولادة مكان" للفنانة السعودية المعاصرة زهرة الغامدي، في بينالي الدرعية للفن المعاصر، على مهل ليس لتتبع الحجارة، كما هو عنوان النسخة الأولى من بينالي الدرعية، بل لتتبع القمم والأزقة، وربما تخيلت نفسك تائهًا في هذه المدينة الخيالية والمبنية من الطين. أحدهم توقف أمامه قائلا: ليتني كنت قزمًا لأكتشف هذا الحي الذي بنته الفنانة زهرة من الأعمدة، ثم كسته جلدا وطينا. قامت زهرة الغامدي بهذا العمل التركيبي بتكليف من مؤسسة بينالي الدرعية في أرض المعرض ليطل وكأنه نبت في المكان.

المكان صورة فنية عن الدرعية التاريخية، أو ربما هو حي الطريف المسجل عالميا في منظمة اليونيسكو ضمن مواقع التراث العالمي.  هذا العمل حسب الفن المفاهيمي يُصنع في ذات مكان العرض وكونه صُنع في الدرعية سيبقى فيها أيضا. هو مكان تركيبي لا يُنقل، وُلِد في النسخة الأولى من بينالي الدرعية، بينما طيف التاريخ المجيد يمر حوله، يحيط بقممه وكأنه شرائط من ذهب تعقد الحكايات الجميلة في داخل هذه المدينة الأسطورية الخالدة ببطولاته.

اشتهرت الفنانة زهرة الغامدي التي تسعى إلى توثيق الهوية والانتماء عن طريق الهندسة المعمارية التقليدية، بأعمالها ذات القطع العديدة التي تنفذها على مساحات كبيرة، وتبهر الجمهور ومتذوقي الفن المفاهيمي، ولقد كان لها عمل مميز نفذته في المتحف البريطاني عام 2017، كما شاركت في بينالي البندقية عام 2019 بعمل يُجسد الذاكرة، كما هو الحال في ولادة مكان.    

  


x
You are looking for