تشهد المملكة العربية السعودية تطورًا ملحوظًا في قطاع السياحة والترفيه، حيث تسعى المملكة إلى تعزيز الهوية الوطنية وتحسين جودة الحياة عبر تنظيم فعاليات تعكس التراث الثقافي العريق وتدعم الأنشطة السياحية. لعل أحد أبرز هذه الفعاليات هو "سوق الدار" في منطقة العمارية، وهو حدث سياحي يجمع بين متعة التسوق والأصالة الثقافية، ما يجعله محطة جذب رئيسة للزوار من مختلف أنحاء المملكة.


إن فعالية "سوق الدار"، التي ينظمها بنك التنمية الاجتماعية تحت شعار "العمارية عامرة"، ليست سوقًا تقليدية، بل تمثل تجربة متكاملة تعكس روح التراث السعودي وتحتفي بالهوية الوطنية. تأتي الفعالية في نسختها الخامسة هذا العام بمشاركة أكثر من 250 أسرة منتجة، ما يعزز من دور الفعالية في تمكين الأسر المنتجة والحرفيين السعوديين، ويسهم في دعم المشاريع المحلية الواعدة. تقدم الأسر المنتجة والحرفيون، خلال هذه الفعالية، منتجاتهم المتنوعة للزوار في بيئة تفاعلية، حيث جرى تصميم السوق ليشكل ملتقى للتراث والثقافة، ويجسد مفهوم التنمية والترفيه في آن.


ينطلق زوار سوق الدار في جولة تبدأ بالترحيب بعبارة "حياك"، وتتنقل بين عدة مناطق، كل منها تقدم تجربة فريدة تجمع بين الأصالة والحداثة. تبدأ الجولة في منطقة "القدوع والقهوة السعودية"، حيث يستمتع الزوار بتذوق القهوة السعودية التي تعكس كرم الضيافة، وتنتقل بعدها إلى "الدكاكين" أو درب الخيرات، وهي ساحة تسوق غنية بالمنتجات المحلية التي صنعتها أيادي الأسر المنتجة، من ملابس وحرف يدوية إلى مأكولات تقليدية.


في قلب الفعالية، تقع منطقة "الملفى"، وهو المجلس الرئيس، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجلسات تطل على البيئة الطبيعية المحيطة، ما يضيف بعدًا ترفيهيًا خاصًا لتجربة التسوق. إلى جانب ذلك، تحتضن منطقة "براحة الفن" عروضًا فنية مباشرة وخطاطين يعرضون جمال الفنون التقليدية، ما يضفي لمسة فنية إبداعية على أجواء الفعالية.


يقدم المسرح الرئيس في منطقة "الطار" عروضًا موسيقية وفلكلورية حيّة تعكس التنوع الثقافي في المملكة، بينما تقدم منطقة "جال الإبداع" مجموعة من القطع الفنية والمنتجات اليدوية الفريدة التي أبدعها حرفيون سعوديون، ما يعزز من قيمة المنتجات المحلية وينمي الإبداع. كما يمكن للزوار المشاركة في أكثر من خمس عشرة ورشة عمل ثقافية وفنية في منطقة "إرث"، التي تساهم في نشر المعرفة وتعليم الفنون والحرف التقليدية. لا تكتمل تجربة "سوق الدار" دون زيارة "جادة السوق" و"الملاس"، حيث يمكن للزوار تذوق مأكولات سعودية تقليدية مقدمة من عربات الطعام والطهاة المحليين الذين يعرضون مهاراتهم في فنون الطهي.

x
You are looking for