تشهد المملكة العربية السعودية تحولاً كبيرًا في قطاع السياحة، حيث أصبحت المتنزهات والواجهات البحرية الجميلة جزءًا لا يتجزأ من هذا التطور. في جدّة، المدينة الساحلية الرائعة، يتوافد الزوار من مختلف أنحاء المملكة ومن خارجها للاستمتاع بجمال الطبيعة والمرافق الترفيهية المتعددة، لا سيما خلال موسم الصيف الذي يواكب فعاليات موسم جدّة، حيث تُقدَم تجارب ترفيهية مميزة تستهدف الأفراد والعائلات على حد سواء.
جرى تجهيز خمس واجهات بحرية و442 حديقة موزعة في أنحاء جدّة لاستقبال الزوار خلال موسم صيف 2024م. تُعد هذه الأماكن متنفسًا حيويًا لما تتمايز به من مواصفات جاذبة صُممت وفق أعلى المعايير العالمية. تتزين الواجهات البحرية بساحات، وجلسات، ونوافير، ومجسمات جمالية، بالإضافة إلى مناطق ألعاب للأطفال، ومسطحات خضراء، وألعاب مائية، وشواطئ للسباحة، ومناطق ألعاب رياضية، ومناطق مطاعم ومقاه، وممرات مشاة، ومسارات للدراجات.
في إطار الجهود الرامية إلى تطوير الحدائق وإضفاء اللمسات الحضرية على المدن والمناطق السكنية، جرى إطلاق "مشروع بهجة" الذي تشرف عليه وزارة البلديات والإسكان. يهدف المشروع إلى تحويل المساحات غير المستغلة إلى مناطق نشطة ترفيهية، ما يعزز جودة الحياة والرفاهية للسكان. أحد الأمثلة البارزة على ذلك هو حديقة الأمير ماجد، التي تُعد أكبر حديقة في جدّة بمساحة 130 ألف متر مربع. تشكل هذه الحديقة جزءًا من مشاريع أنسنة المدن التي تهدف إلى زيادة نصيب الفرد من المسطحات الخضراء وتعزيز ممارسة الرياضة من خلال توافر مسارات للمشي.
بالإضافة إلى ذلك، تُعد ممرات المشاة خيارًا ترفيهيًا وصحيًا لمحبي رياضة المشي. يمكن لسكان وزوار مدينة جدّة الاستمتاع بأوقاتهم وممارسة هواياتهم في 28 مضمار مشي تغطي الأحياء السكنية والواجهات وبعض الحدائق. هذه الممرات مجهزة بجلسات، ومناطق ألعاب للأطفال، ومناطق ألعاب رياضية، وساحات عامة، ومسطحات خضراء، ومجسمات جمالية، ما يوفر بيئة ترفيهية آمنة وجاذبة.
تسهم هذه المبادرات والمشاريع في تنشيط السياحة وتعزيز الاقتصاد المحلي، إذ تُعد المتنزهات والواجهات البحرية عوامل جذب قوية للسياح. علاوة على ذلك، تُعزز هذه المشاريع من جودة الحياة للمواطنين والمقيمين عبر توفير مساحات ترفيهية وصحية تُحسن من الرفاهية العامة.