في أحضان المدينة المنورة، تتوزع آبار المياه جواهر تروي العطش وتحمل تاريخًا عريقًا يمتد عبر قرون من التاريخ. من بين هذه الآبار، تبرز بئر "غرس" معلمًا تاريخيًا يجمع بين الروحانية الدينية والإرث الثقافي.
تقع بئر "غرس" في حي العوالي، على مسافة تتجاوز ألف وخمسمائة متر جنوبي المسجد النبوي الشريف. تشكل هذه البئر جزءًا من التراث الإسلامي الغني في المملكة العربية السعودية، حيث كان الحجاج والمعتمرون والزائرون يعتمدون عليها قديمًا للتزود بالماء النقي أثناء زياراتهم للمدينة المنورة.
بينما تزخر المدينة المنورة بمواقع تاريخية تعكس سيرة حياة النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- ومكانتها الروحية الفريدة، تمثل آبار المياه محطات هامة لترسيخ الروحانية وتوفير الخدمات الأساسية للزوار. شهدت بئر "غرس"، بعد برنامج تطويري شامل، إعادة تأهيل تهدف إلى المحافظة على تراثها التاريخي وتوفير بيئة مريحة وآمنة لمرتاديها.
تتمثل أهمية بئر "غرس"، وأماكن مماثلة، في دعم السياحة الدينية والثقافية في المملكة، حيث تعزز هذه المواقع من الهوية الإسلامية وتساهم في إثراء تجربة الزوار وتوفير فرص عمل محلية. إن ترميم وتطوير مثل هذه المعالم إنما يعكس التزام المملكة بالمحافظة على تراثها وتعزيز دورها بوصفها مركزًا للحضارة الإسلامية العالمية.
بهذا، تظل بئر "غرس" واحدة من النقاط البارزة التي تسلط الضوء على تاريخ المدينة المنورة، وتعزز من مكانتها من حيث كونها وجهة روحانية وثقافية بارزة في قلب العالم الإسلامي.