تسهم السياحة الخضراء في تعزيز مكانة المملكة على صعيد مؤشر السياحة العالمية من خلال تقديم تجارب فريدة ومتنوعة ترتكز على الاستدامة والمسؤولية البيئية. لا يقتصر هذا النهج على تعزيز الجاذبية السياحية فحسب، بل يسهم أيضًا في حماية المواقع التراثية والطبيعية، ما يضمن استدامتها للأجيال القادمة.
تلعب السياحة الخضراء دورًا مهمًا في توفير فرص عمل مستدامة للمواطنين عبر تطوير الكفاءات الوطنية في قطاعات الضيافة والإرشاد السياحي والحفاظ على البيئة. يعزز هذا النموذج من الهوية الوطنية ويحافظ على التراث الثقافي للمملكة، في الوقت الذي يدعم فيه برامج جودة الحياة من خلال تحسين البنية التحتية للمتنزهات والمناطق الطبيعية، وبالتالي تحقيق توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.
في عمق الأرض السعودية، حيث تتناغم أصداء التاريخ مع نبض الحداثة، يبرز متنزه الملك فهد في غابة "سقام" في نجران وجهة سياحية فريدة تجسّد التلاقي بين الطبيعة الساحرة والتنمية المستدامة، ويعكس رؤية المملكة نحو تعزيز السياحة الخضراء ودورها الحيوي في تنشيط الحركة السياحية.
يتمدد المتنزه على مساحة تقدر بنحو أربعة ملايين متر مربع، مزدانًا بمسطحات خضراء تربو على نحو 650 ألف متر مربع، ويشكل ملتقى ثقافيًا وترفيهيًا يستقطب الأهالي والزوار، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك، لما يوفره من أجواء هادئة وطبيعة خلابة. يتيح المتنزه فرصًا فريدة للتنزه وسط أشجار السمر والأثل والسدر، والتمتع بالأنشطة الرياضية عبر مسارات مخصصة للمشي وركوب الدراجات، وهو ما يبرز التزام المملكة بتعزيز جودة الحياة للمواطنين والزوار.