القادم إلى جدة لا يُمكن أن يُفوّت زيارة جدة التاريخية ليقف على نواة هذه المدينة الساحلية الجميلة، حيث يفوح التاريخ من الحواري والأزقة الضيقة في قلب منطقة البلد التي تعكس هوية عمرانية أصيلة للمدينة بأبنيتها العتيقة ذات الهوية العمرانية الموحدة، ورواشينها الخشبية البديعة، وأبوابها المعروفة، وأسواقها المنتشرة ومساجدها، وبيوتها الكبيرة، ومنها بيت على سبيل المثال بيت نصيف الذي كان منزلاً للملك عبدالعزيز خلال زياراته لجدة، وبيت المتبولي الذي يعد أحد أقدم البيوت في جدة، ويرجع تاريخه لنحو أربعة قرون.


عمل أبناء جدة على توظيف التصميم والمواد المستخدمة في البناء لخدمة أهداف المعيشة وذلك لتلطيف الأجواء داخل المنزل، إذ استخدمت الأخشاب في بناء البيت وتزيين الحوائط لخفض درجات الحرارة صيفًا، مع اعتماد تصميم عمراني مميز يعكس الطابع الحجازي الشهير في منازل جدة قديمًا.


جرى ترميم البيت للحفاظ على هويته التاريخية، وقد وقفت منظمة اليونسكو على ما جرى من ترميم مع غيره من المباني في المنطقة التاريخية. يتكون البيت من أربعة أدوار، ويضم ديوانًا كبيرًا لاستقبال الوفود الزائرة، بينما يسمى الطابق الثاني "بيت الجدة" ويتكون من مجلس كبير وغرفة المؤنة التي كان يجري تخزين المواد الغذائية فيها قديمًا.


يقع البيت في سوق العلوي في حارة اليمن، وقد بناه الشيخ محمود المتبولي، وكان المنزل مقصدًا للحجاج لاستقبالهم والوقوف على راحتهم بعد رحلتهم الشاقة لأداء المناسك.


x
You are looking for