أحمد عمارة
لا يفصل بلدة العلا القديمة عن العلا الحديثة سوى مسافة قليلة، لكن تاريخها يعود لنحو سبعة قرون، إنها رحلة ارتسمت عبر الزمن في محافظة العلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة. تزدان البلدة القديمة بمبان تراثية، ومساجد، وأسواق. يتمايز نمطها المعماري بأوجه تقارب شديدة حتى وكأنه ليبدو كتلة واحدة، على الرغم من أن عدد مبانيها يقترب من تسعمائة وحدة تقريبًا.
تتزين بيوت البلدة القديمة، التي اختارتها منظمة السياحة العالمية ضمن قائمة أفضل القرى السياحية لهذا العام 2022، من طابقين في أغلبها، يضم الطابق الأرضي ردهة لاستقبال الضيوف، ومستودعًا للمواد الغذائية. بينما يضم الطابق العلوي غرف النوم، والمطبخ. وتقع البلدة القديمة على مقربة من مدائن صالح التي تعد واحدة من أشهر المقاصد السياحية في المملكة العربية السعودية. كما تزهو بعدد من القلاع التي كانت تلعب دورًا كبيرًا في حماية البلدة والسكان وقوافل الحجاج.
يستمتع ضيوف العلا بتجارب شتوية فريدة في هذا المكان الذي يضم تاريخًا باذخًا يعود لآلاف السنين ولا يزال كثير منه غير مستكشف بعد. تزهو العلا بجمال طبيعتها الصحراوية التي تزينها آثار محفوظة بداخلها، وتكتنزها أحجار رملية ونقوش وآثار.
تعد المنطقة واحدة من المناطق الجاذبة سياحيًا لا سيما في فصل الشتاء بسبب درجات حرارتها المعتدلة نهارًا والباردة ليلاً. لطالما ارتبطت قصتها بتاريخ عتيق على درب قوافل الحج من الشام وما جاورها، حتى باتت تشكل اليوم لوحة ثقافية رسمتها أنامل الهيئة الملكية لمحافظة العلا التي أولتها اهتمامًا كبيرًا لما تزخر به المنطقة من تراث وكنوز ونمط معماري فريد حتى تحولت العلا إلى وجهة سياحية وثقافية يرتادها أهالي المنطقة والزائرون والسائحون.