أحمد عمارة

تنبسط المدينة الحالمة واحة فاتنة على ضفاف البحر تغازل صفحة مياهه الفيروزية. تزدان عروس المتوسط بإرث حضاري، ومعالم تراثية، وطرز معمارية باذخة الجمال. تتفاخر أحياؤها وقصورها ومساجدها ومتاحفها ومسارحها وقلاعها الأسطورية بتاريخ طويل يحمل عبق الحنين إلى الماضي. إنها "قصبة الديار المصرية"، وعاصمتها على مدار تاريخها القديم. مدينة أسطورية حالمة كأنما انشقت تفاصيلها ما بين برّ وبحر.

إنها المدينة التي تحتضن مكتبة الإسكندرية كبرى مكتبات عصرها وأحد أكبر المجمعات الثقافية في العالم. إنها المدينة التي يخترقها ترام الإسكندرية أول وسيلة مواصلات جماعية في مصر وإفريقيا ومن بين الأقدم في العالم. إنها المدينة التي تزهو بأقدم الأحياء السكنية على الإطلاق، حي ستانلي، وسابا باشا، وسان استيفانو، والأنفوشي، وكوم الدكة، وكوم الشقافة، والقباري، والمنشية. إنها المدينة التي شدت بها المطربة العالمية داليدا في واحدة من أشهر أغانيها.


منارة الإسكندرية

تحتضن الإسكندرية، التي حملت اسمها من اسم الإسكندر الأكبر الذي أمر ببنائها، أقدم ميناء في العالم وهو الميناء الشرقي الذي كان يربط بين دول العالم. احتضن هذا الميناء قديمًا قصورًا ومعابد ومنارة الإسكندرية التي عُدت إحدى العجائب السبع في العالم القديم، وكانت معلمًا يضيء مشاعله ليلاً لإرشاد السفن إلى الميناء.


الآثار الرومانية

تضم الإسكندرية بحُكم تاريخها المرتبط بالإمبراطورية الرومانية، عددًا من المعالم والآثار الرومانية الشهيرة. يعد عمود السواري أحد أشهر المعالم السياحية في الإسكندرية، أحد أعلى النصب التذكارية الأثرية في العالم، شكلته الأنامل قطعة واحدة من حجر الجرانيت الأحمر بارتفاع يبلغ نحو 27 مترًا تخليدًا للإمبراطور دقلديانوس في القرن الثالث الميلادي.


بينما يستكين المسرح الروماني في منطقة كوم الدكة معلمًا أثريًا من معالم العصر الروماني يضم ثلاثة عشر صفًا من المدرجات الرخامية على شكل حدوة حصان ويتسع لنحو 600 شخص.


قلعة قايتباي

تشمخ قلعة قايتباي التاريخية، التي أمر السلطان المملوكي الأشرف قايتباي ببنائها، معلمًا بارزًا من أهم معالم الإسكندرية. شيدت القلعة حصنًا منيعًا على أطلال فنار الإسكندرية القديم الذي غمرته مياه خليج فاروس مع ما كان موجودًا من قصور ومعابد.


قصور الإسكندرية ومتاحفها

تتمايز الإسكندرية بعدد من القصور التاريخية منها قصر أنطونيادس، وقصر المنتزه، وقصر رأس التين الذي يعد أحد أقدم القصور المصرية، وقصر الحرملك، وقصر السلاملك، وقصر زيزينيا، وقصر سراي الحقانية الذي ينبسط في ميدان المنشية العريق.

كما تضم الإسكندرية بوتقة من المتاحف الجميلة، ومنها المتحف اليوناني، ومتحف الفنون في حي محرم بك، ومتحف قصر المجوهرات الملكية، والمتحف القومي، ومتحف القبة السماوية.


مساجد الإسكندرية

تزهو المدينة بمساجد تراثية بديعة، منها مسجد الصحابي أبي الدرداء رضي الله عنه، ومسجد أبو العباس المرسي، ومسجد الشيخ الشاطبي، ومسجد العطارين.


مسارح وقصور ثقافية

كانت الإسكندرية على الدوام وجهة ثقافية منافسة للعاصمة المصرية القاهرة، بما تضمه من مسارح، ومن أشهر هذه المسارح، مسرح سيد درويش، ومسرح محمد عبد الوهاب، ومسرح بيرم التونسي، وقصر ثقافة الحرية، وقصر ثقافة الشاطبي، وقصر ثقافة الأنفوشي.

 

جسر ستانلي

يجسد هذا الجسر الأنيق معلمًا بارزا من المعالم الحديثة في أحد أرقى أحياء الإسكندرية على الإطلاق حي ستانلي. جرى إبداع الجسر بطراز عمراني على نمط القصور الملكية، ويربط بين طرفي خليج ستانلي. يقصد الجسر الزائرون والسياح للاستمتاع بما يوفره من إطلالة آسرة على صفحة مياه البحر الأبيض المتوسط.


أين تسكن في الإسكندرية؟

تزدان المدينة بعدد غير قليل من الفنادق الفخمة المطلة على البحر المتوسط، منها فندق فلسطين الذي يسكن قصر المنتزه، وفندق شيراتون، وفندق هيلتون، وفندق وندسور بالاس، وفندق فورسيزونز سان استيفانو، وفندق سيسل، وفندق سان جيوفاني، وغيرها.


أين تأكل في الإسكندرية؟

تشتهر الإسكندرية بما تقدمه من تنوع كبير لأطايب المأكولات البحرية، وتنتشر فيها مطاعم كثيرة منها مطعم زفير الذي يقع إلى جوار قلعة قايتباي ويحظى بإطلالة رائعة على البحر من الجانبين، وهناك أيضا مطعم سانتوريني اليوناني، ومطعم قدورة، ومطعم فيش ماركت، ومطعم سي جل، ومطعم عروس البحر، وغيرها.

ومن التجارب الرائعة التي لا ينبغي تفويتها الاستمتاع بتناول الطعام أو المشروب المفضل في جليم باي، التي تعد لسانًا يمتد إلى داخل البحر وتتوزع فيه المطاعم والمقاهي على الجانبين، حيث يستمتع الزوار بجلساتهم في أحضان البحر.


إلى الساحل الشمالي

لطالما شكلت الإسكندرية مع شقيقاتها مرسى مطروح غربًا ورأس البر وبلطيم شرقًا، دررًا على الساحل الشمالي المصري ووجهات صيف مفضلة يقصدها المصطافون منذ عقود. إلا أن الواقع شهد تغيرًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث بدأ الزحف إلى الغرب من الإسكندرية التي تحولت إلى نقطة انطلاق لاستكشاف القرى السياحية الفاخرة التي تشهد نموًا كبير في ظل خطط الدولة المصرية في تطوير منطقة الساحل الشمالي، وإنشاء مدينة العلمين الجديدة، بالإضافة إلى ما يجري تشييده من منتجعات وقرى سياحية، ومشروعات تطوير الطرق، وكلها عوامل أحالت الساحل الشمالي بدءًا من الإسكندرية شرقا ووصولاً إلى مرسى مطروح غربًا، وجهة جاذبة للسياح للاستمتاع بالعطلات في فصل الصيف.


x
You are looking for