تحت شعار "من جديد"، يشهد موسم جدّة 2024 نقلة نوعية في تفعيل دور جدة التاريخية من حيث كونها جهة مساهمة رئيسة في إنجاح الموسم وتعزيز السياحة. تحتفظ جدّة التاريخية بمظاهر الحياة الاجتماعية القديمة التي تنقل الزوار إلى عصور مضت، ما يجعلها وجهة مثالية لموسم جدّة 2024.
في أحياء جدّة التاريخية، يشعر الزوار بجمال التمازج بين القديم والجديد. تعكس شوارع وحارات البلد تنوعًا بيئيًا فريدًا يجذب مختلف أطياف المجتمع. تشكل الأسواق التقليدية مثل سوق العلوي، والبدو، والندى، والخاسكية كرنفالاً سنويًا للبسطات الشعبية، حيث يمكن للزوار استكشاف التراث الأصيل والتسوق من المنتجات المحلية.
حظيت جدّة التاريخية بعمليات ترميم وإعادة بناء حافظت على جوانبها الثقافية والتراثية والبيئية. أدرجت اليونسكو منطقة جدّة التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي، ما يعزز من مكانتها بوصفها وجهة سياحية عالمية. تشكل المباني الأثرية المزينة بالرياشين الحجازية، والمحلات التجارية القديمة، والبسطات التي تقدم الأطعمة والحلويات التقليدية، عوامل جاذبة للزوار من مختلف أنحاء العالم.
في مشاهد حية ترسم حارات جدّة التاريخية عادات وتقاليد الحياة الحجازية. تُعد المطاعم والمقاهي التي تقدم الأطباق الحجازية الشهية جزءًا أساسيًا من تجربة زيارة جدّة. تتناثر في الشوارع البسطات التي تبيع المأكولات الشعبية مثل البليلة، والكبدة المحضرة بالطريقة التقليدية، إلى جانب المشروبات اللذيذة مثل الشاي الحجازي والقهوة العربية. يعكس هذا الجو الفريد التراث الإنساني والموروث الثقافي الغني بالعادات والتقاليد الحجازية.
توفر الأسواق القديمة في جدّة التاريخية تجربة تسوق فريدة من نوعها. يمكن للزوار العثور على منتجات تقليدية وحرف يدوية تعكس التراث الثقافي للمنطقة. تُعد هذه الأسواق مكانًا مثاليًا لشراء الهدايا التذكارية والمنتجات المحلية مثل العطور والبخور والجواهر التقليدية.
لا تقتصر أهمية جدّة التاريخية على السياحة فحسب، بل تتعداها إلى تحقيق التنمية المستدامة. من خلال الترميم والحفاظ على المباني الأثرية والأسواق التقليدية، تُستحدث فرص عمل جديدة للسكان المحليين. بالإضافة إلى ذلك، تُعد جدّة التاريخية مركزًا لتعزيز الوعي الثقافي بين الشباب، ما يساعد على نقل التراث الحجازي العريق للأجيال القادمة.