تتألق المملكة العربية السعودية في فصل الصيف بأنشطة سياحية متنوعة، حيث تزخر بفعاليات ترمي إلى تعزيز جودة الحياة وتنشيط السياحة. من بين هذه الفعاليات، تبرز فعالية "بيت حائل" التي تأتي هذا العام تحت عنوان "البيت بيتكم.. يا بعد حبي" والتي تُقام في متنزه أجا بارك في حائل، والتي نجحت في نسختها الثالثة في جذب الزوار من داخل المنطقة ومن خارجها.
تُقدم هذه الفعالية تجربة فريدة للزوار، حيث يمكنهم مشاهدة كثير من الأنشطة المباشرة التي تعكس التراث الحائلي الأصيل. تشمل هذه الفعاليات صناعة السدو، والخزف، والتطريز، وصناعة "الريوزن"، وصناعة الأبواب الخشبية، والنقوش الثمودية، وسف الخوص، وحياكة السدو، وخراطة السبح، ونحت ونجارة الخشب، وخرز القرب. تُعرض كل هذه الحرف أمام الجمهور مباشرة، ما يوفر لهم فرصة فريدة للتعرف على هذه الفنون التقليدية.
بالإضافة إلى الحرف اليدوية، يستمتع الزوار بفنون حائل الشعبية مثل العرضة السعودية، والسامري، والأهازيج الشعبية المتنوعة التي تُقدمها فرق ينبع الشعبية. لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث يمكن للزوار التعرف على جناح "صُنع في حائل" الذي يضم مصنوعات حائلية مشهورة مثل المباخر، وبهارات الأكل المتنوعة، بالإضافة إلى جناح القرية الحجازية الذي يضم عددًا من الأركان والمعارض التي تعرض منتجات ومأكولات تقليدية.
يُقام مهرجان بيت حائل على مدى 30 يومًا، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والهيئات المعنية بالتراث والحرف الزراعية والمنتجات الغذائية. يسهم هذا المهرجان في تعزيز السياحة الداخلية، حيث يُعد منصة تفاعلية تجمع بين الترفيه والتعليم والتسوق، ما يُثري تجربة الزوار ويعزز من جودة حياتهم.
إن فعالية "البيت بيتكم.. يا بعد حبي" تُعد مثالاً حيًّا على كيفية استغلال التراث الثقافي والفني لتعزيز السياحة في السعودية، حيث تجمع بين الأصالة والمعاصرة في آن. كما تسهم هذه الفعالية في تنشيط الاقتصاد المحلي من خلال دعم الحرفيين وتعزيز المنتجات المحلية، ما يعكس رؤية المملكة الطموحة نحو تحقيق تنمية مستدامة وشاملة.