لطالما تراقصت نافورة جدّة على مدى أربعين عامًا عند شاطئ البحر الأحمر، حيث تلتقي الأمواج بالسماء الزرقاء. ترتفع النافورة شامخة مهيبة، كرمزٍ لا يُنسى من رموز المدينة الساحلية الجميلة، مُضيفةً إلى الأفق لوحة فنية تُبهر الناظرين وتروي قصة أربعين عامًا من الجمال والابتكار.


لا تزال هذه النافورة، التي تُعد الأطول من نوعها في العالم، تُعبر عن روح المدينة وتجذب إليها الزوار من كل حدب وصوب، من الحجاج والمعتمرين إلى السائحين الذين يأتون لاستكشاف عجائب جدة.

تمثل نافورة جدّة، بارتفاعها الذي يزيد عن 300 متر، معلمًا بارزًا يمكن مشاهدته من جميع أرجاء المدينة. تبدو كأنها معزوفة شاعرية تتراقص على إيقاعات النسيم البحري، حيث تطلق أكثر من ثمانية عشر طنًا من مياه البحر الأحمر المالحة إلى السماء، في عرض مذهل يُبرز قوة وعظمة هذه المدينة التاريخية.


إن قصة نافورة جدّة هي قصة إبداع لا يُضاهى، فقد بُنيت في عام 1980 وجرى تشغيلها بحلتها الحالية في عام 1985. ولعل ما يُضفي على النافورة رونقًا خاصًا هو كونها أول نافورة عملاقة تُبنى في المياه المالحة، مُستخدمةً تقنيات متقدمة لمقاومة التآكل والتلوث. وقد جرى تزويدها بمرشحات خاصة لتنقية المياه من العوالق والشوائب قبل أن تُضخ عبر مضخات عملاقة تعمل بقوة تُماثل الطائرات النفاثة، لتُضفي بهجة وروعة لا تُقارن على الأمسيات في جدّة.


مع اكتمال العام الأربعين للنافورة، تستمر شعلة من شعلات الأمل والتطور في قلب جدّة، حيث تُضاء ليلاً بأكثر من 500 كشاف يعكس الضوء على آلاف الأطنان من المياه المتساقطة، مخلفًة وميضًا ساحرًا يُحول الليل إلى نهار. إنها لا تتوقف عن العمل إلا للصيانة الضرورية أو في أحيان نادره عندما تعاكسها الرياح.

تظل نافورة جدّة، بكل ما تُمثله من قوة وجمال وإبداع، معلمًا سياحيًا ورمزًا نابضًا للتراث الثقافي والتقني الذي تتمتع به المدينة. إنها تُعبر عن روح مدينة تُبحر دائمًا نحو المستقبل، محتفظةً برونقها وسحرها الخاص الذي يُلهم الزائرين ويُعطر ذاكرتهم بأجمل اللحظات عند شاطئ البحر الأحمر.

x
You are looking for