ينبسط ممر المزحم شاهدًا على عبق التاريخ وروعة الطبيعة، ليس فقط بوصفه معلمًا طبيعيًا يخطف الأنفاس بجماله الصخري الأخاذ، بل من حيث كونه صفحة حية من كتاب التاريخ الذي يروي قصصًا من الحضارات التي عبرت هذا الممر الفريد. يشكل المزحم نقطة التقاء بين الماضي العريق والحاضر المزدهر، حيث يمثل رمزًا للعبور نحو مستقبل سياحي واعد في المملكة العربية السعودية.


يمثل ممر المزحم، بجباله الشامخة ونقوشه الصخرية القديمة، بوابة طبيعية للدخول إلى محافظة العُلا الساحرة. هذا الممر، الذي كان فيما مضى طريقًا لقوافل الحج الشامية، يختزل في طياته تاريخًا غنيًا وتراثًا ثقافيًا يتجاوز الزمان والمكان، ما يجعله مكانًا مثاليًا لاستقطاب السياح من مختلف أنحاء العالم.

إن إعادة تأهيل الطريق وتمهيده لا تسهل فقط من الوصول إلى هذا الموقع الأثري الفريد، بل تعزز من تجربة الزائرين وتبرز الحرص على الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي للمملكة. ذلك أن تنشيط السياحة في مثل هذه المواقع التاريخية له أثر بالغ في تعزيز الاقتصاد السعودي، حيث يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في قطاعات مختلفة، بدءًا من الخدمات السياحية ووصولًا إلى البنية التحتية.


يساهم الترويج لهذا المعلم السياحي على نحو مباشر في تنمية الاقتصاد المحلي من خلال استحداث وظائف للكفاءات الوطنية، ما يدعم بدوره تعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على التراث الثقافي. كما أن تطوير البنية التحتية السياحية يُعد خطوة رئيسة نحو توفير فرص عمل مستدامة للمواطنين، معززًا بذلك الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. يُظهر هذا التوجه إمكانية أن تسير السياحة والتنمية الاقتصادية جنبًا إلى جنب مع الحفاظ على القيم الثقافية والتاريخية، ما يسهم في رسم مستقبل مشرق للمملكة يتماشى مع رؤيتها المستقبلية وطموحاتها العالية.

x
You are looking for