تتسارع خطى التقدم ويتسع أفق العولمة في عصرنا هذا بما يبرز أهمية التمسك بجذورنا الثقافية بوصفها عنصرًا فاعلاً في تعزيز الهوية الوطنية والترويج للسياحة الثقافية. تأتي الاحتفالات باليوم العالمي للتراث في قرية ذي عين الأثرية بمنطقة الباحة مثالاً حيًا على كيفية الجمع بين الأصالة والمعاصرة لتقديم تجربة سياحية فريدة تتمازج فيها روح الماضي مع نبض الحاضر.

تجري الاحتفالات في قرية ذي عين لمدة يومين اعتبارًا من اليوم حيث تتزين واجهات ثمانية وخمسين منزلاً تراثيًا في القرية الأثرية بمنطقة الباحة بعروض الصوت والضوء احتفاءً باليوم العالمي للتراث. تُظهر هذه الأنشطة القدرة على استثمار التراث في تنشيط السياحة واستقطاب الزائرين من داخل المملكة وخارجها.


لا تعزز مثل هذه الأنشطة من الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي فحسب، وإنما تفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في القطاع السياحي على نحو يسهم في تنمية البنية التحتية السياحية واستحداث وظائف جديدة للكفاءات الوطنية. هذا بالإضافة إلى أن التنوع في العروض السياحية والاحتفالية إنما يعمل على تعزيز الإنفاق السياحي وتوفير فرص عمل مستدامة للمواطنين، ما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني.

تسهم هذه الفعاليات، عبر العروض الضوئية والصوتية التي تحكي قصصًا عن تاريخ وثقافة المنطقة، في إبراز القيمة العظيمة للتراث الوطني. كما تسهم أيضًا في تحقيق أهداف برامج جودة الحياة ورؤية السعودية 2030، التي تضع في مقدمة أولوياتها تحسين جودة حياة المواطنين وتعزيز مكانة المملكة من حيث كونها وجهة سياحية عالمية. تُظهر المملكة، من خلال دمج الاستدامة في الأنشطة السياحية، مدى التزامها بحماية البيئة والحفاظ على المواقع التراثية لأجيال المستقبل.

x
You are looking for