تتجلى في المملكة العربية السعودية رؤية مستقبلية تسعى لاستثمار الثروات الطبيعية والتراثية في صورة مهرجانات تعمل على تنشيط السياحة وتعزيز الاقتصاد الوطني. يشكل مهرجان محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يقام في المركز الحضاري بمحافظة القريات، نموذجًا رائدًا لكيفية تحول الفعاليات الثقافية والترفيهية إلى روافد اقتصادية قوية تعود بالنفع على المجتمع المحلي والاقتصاد الوطني بأسره.
يستقبل المهرجان ضيوفه من الساعة الرابعة عصرًا حتى الساعة الحادية عشرة مساءً حتى الثامن عشر من شهر أبريل. يستمتع الزوار بزيارة مواقع المهرجان وأجنحته التسعة التي تعرض فعاليات شائقة وتجارب فريدة تثري تجربة الضيوف وترمي إلى التعريف بالمواقع السياحية والترفيهية داخل نطاق المحمية، وتعزيز مشاركة المجتمع المحلي في أنشطة المحمية.
يفتح المهرجان، عبر استضافة مجموعة من الفعاليات التي تشمل (سوق الحرفيين، ومنطقة الحياة الفطرية، وجناح المحمية، ومسرح الفنون الأدائية، ومنطقة الطفل، ومسابقات تفاعلية، ومنطقة التشجير والزراعة، ومنطقة المطاعم والمقاهي)، يفتح أفاقًا جديدة للزوار لاستكشاف الجمال الطبيعي والتراث الثقافي للمملكة. يجذب هذا التنوع السياح من مختلف الأقطار، ما يعزز من صورة المملكة من حيث كونها وجهة سياحية عالمية.
تُعد محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية أكبر المحميات البرية في الشرق الأوسط بمساحة تبلغ 130 ألف كيلومتر مربع، وتضم 3 مناطق رئيسة وهي: الطبيق، الخنفة، وحرة الحرة. لا يقتصر المهرجان على كونه حدثًا سياحيًا وترفيهيًا فحسب، وإنما هو منصة لفتح آفاق جديدة للاستثمار، حيث يعرض المهرجان الإمكانيات الكبيرة للمحمية في جذب الاستثمارات الخاصة والأجنبية، ما يسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني.
يعمل المهرجان جسرًا للتواصل بين الأجيال، ويشكل نموذجًا بارزًا لكيفية استغلال الموارد الطبيعية والثقافية في استحداث بيئة سياحية مستدامة وفوائد اقتصادية عامة، وهو ما يؤكد على الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه السياحة في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الازدهار في المملكة العربية السعودية.