تتجلّى المملكة العربية السعودية لوحة من فسيفساء تجمع بين رونق التراث وعبق التاريخ مع نبض الحداثة والتطور، مقدمة للعالم نموذجًا متفردًا في السياحة يعكس غنى الثقافات والحضارات التي مرت بها. تتخذ المملكة خطوات واسعة نحو تعزيز مكانتها بوصفها وجهة سياحية عالمية رائدة، مستلهمة من تراثها الغني وموروثها الثقافي الفريد.
تُعد السياحة في السعودية ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، حيث تفتح آفاقًا جديدة للاستثمار، وتستحدث آلاف الوظائف للكفاءات الوطنية، وتساهم في تنويع مصادر الدخل القومي. تعمل المملكة، من خلال تشجيع السياحة الداخلية وجذب السياح الأجانب، على تنشيط القطاع السياحي، ما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني عبر تعزيز الإنفاق السياحي، وتنمية البنية التحتية السياحية.
لا يقتصر الترويج للسياحة في المملكة على التعريف بالمعالم الأثرية والطبيعية الخلابة فحسب، بل يشمل أيضًا إبراز الفعاليات الثقافية، والمهرجانات التقليدية التي تجسّد التلاحم الثقافي وتعكس الأصالة والتراث العريق. تسهم مثل هذه الفعاليات في صقل الأفكار، وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ما يدعم الاقتصاد ويوفر فرص عمل مستدامة للمواطنين.
في هذا السياق، تبرز أهمية المهرجانات والفعاليات الثقافية، مثل مهرجان الكليجا في بريدة، ليس فقط بوصفها منصات للاحتفاء بالتراث الغني والمأكولات الشعبية، بل عناصر حيوية في تعزيز التنوع الثقافي والاقتصادي في المملكة. إن تكريس هذه الفعاليات إنما يعمل على تعزيز الروابط الثقافية بين المناطق المختلفة داخل المملكة، وبينها وبين العالم، ما يفتح آفاقًا جديدة للسياحة ويعزز من جاذبية المملكة من حيث كونها وجهة سياحية مميزة.
يسهم الاهتمام بالتراث الثقافي والمأكولات التقليدية في تعزيز الهوية الوطنية والفخر بالتراث السعودي، ويعكس جهود المملكة في الحفاظ على تراثها ونقله للأجيال القادمة. تعمل المملكة على حماية البيئة والاستدامة، مع الحفاظ على المواقع التراثية وتعزيز الوعي بأهميتها، ما يعكس التزامها بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية. من خلال برامج جودة الحياة، تسعى السعودية إلى تحسين معيشة المواطنين وتقديم تجربة سياحية غنية ومتكاملة للزوار، مؤكدة على أهمية السياحة في تحقيق التوازن الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز مكانتها من حيث كونها محورًا رئيسًا في الاقتصاد العالمي.