يبرز مهرجان شتاء جازان 2024 منصة إبداعية تحتفي بالفنانين والنحاتين السعوديين، معلنًا عن عصر جديد من الإبداع الفني الذي يعكس الثراء الثقافي والتاريخي للمملكة.

أبدع فنانون سعوديون في تقديم أعمال فنية متناهية الصغر تجسّد البراعة والدقة في التفاصيل. ولفت النحات الشاب ريّان أبو راسين الأنظار بعمل فني مذهل أطلق عليه اسم "بوابة العلا"، منحوت على مساحة لا تتجاوز السنتيمتر المربع على رأس القلم الرصاص، إلى جانب مجموعة أخرى من الأعمال التي تعبّر عن عشقه لهذا النوع الفريد من الفن، مستخدمًا المجهر وأدوات النحت الصغيرة لإنتاج منحوتات تصور الحياة الاجتماعية بأدق التفاصيل، والتي استقطبت اهتمام الزوار الذين تابعوا جمالياتها عبر عدسات مكبرة.

يؤكد النحات الشاب، بسعيه الدؤوب نحو التميز، على أهمية تحفيز الفضول والتركيز في الأعمال الفنية متناهية الصغر، مستغلًا المهرجان بوصفه فرصة لعرض إنتاجه الفني والتعريف به. لم يقتصر الإبداع على النحت فحسب، بل امتد ليشمل فناني وفنانات المنطقة في معرض الفن التشكيلي والخط العربي، حيث قُدم للزوار أكثر من 20 عملًا فنيًا. هذه الأعمال، التي تنوعت بين المدارس التشكيلية المختلفة، لم تعبّر عن أنماط الحياة الاجتماعية وطبيعة المنطقة فحسب، بل أيضًا عن تنوع ثرواتها الثقافية والفنية، بما في ذلك الأعمال التي تبرز جماليات الخط العربي.

يُظهر مهرجان شتاء جازان 2024، بهذه الفعاليات والأعمال الفنية اللافتة، مدى اعتزاز المملكة العربية السعودية بمواهبها الفنية، كما يُبرز الدور الذي يلعبه الفن في تعزيز الهوية الثقافية والحضارية للمملكة. إنها دعوة مفتوحة للزوار من كل مكان لاستكشاف عالم من الإبداع الذي ينبض بالحياة، في تأكيد على أن الفن بمختلف أشكاله إنما هو جسر يربط بين الحضارات ويعزز أواصر التفاهم المتبادل بين الشعوب.