تحظى المملكة العربية السعودية بكثير من الأمكنة الطبيعية، والتضاريس التي قل نظيرها، استمدت جمالها بفعل عوامل التعرية، أو بفعل ظواهر جيولوجية. تضاريس خلاقة تليق بأن تكون مسرحًا لأحداث وقعت خارج المكان والزمان. إنها مسرح يستحيل على التقنيات الحديثة أن تصنع شبيهًا متقنًا عنه.
جبال بَجْدّة
تعد تضاريس جبال بجدة، الواقعة في منطقة تبوك شمال غرب المملكة العربية السعودية، من التضاريس الملهمة بشموخها. فهي امتداد لافت لجبال السروات.
تقع هذه الجبال، تحديدًا، في منطقة حسمي التي تبعد عن تبوك 80 كم، وتتميز بتكوينات صخرية متعرجة فاتنة، ما يؤهلها لأن تكون مكانًا رائعًا لهواة التسلق. فالمنطقة محرضة على ذلك.
صحراء الربع الخالي
المتاهة في الجمال مُلهمة، فكم من مغامر جازف بخوض متاهة الرمل في الربع الخالي ليقبض منها على حفنة من ذهب الذكرى الذي لا يذهب. جمال الربع الخالي يصعب تصديقه لاسيما عندما تأخذ المناظر أبعادًا من علو. فهناك كثبان الرمل التي تتشكل مع الريح والمواسم، وهناك واحات يمطرها المطر أحيانًا والرمل غالبًا، وهناك الإبل السارية مع ظلها. إن رمل الربع الخالي كبحر تدفق من عدة أماكن فاحتال الموج على الجفاف، والمناخ القاري.
تقع صحراء الربع الخالي في الجانب الشرقي الجنوبي من الجزيرة العربية، وتُشكل ثلث مساحة شبه جزيرة العرب. ويقع جزء كبير من صحراء الربع الخالي، التي تعد ثاني أكبر صحراء في العالم، في أرض المملكة العربية السعودية.
تزخر الصحراء الساحرة القاسية بأنواع كثيرة من الحياة الفطرية على الرغم من قساوة العيش فيها. لرملها الذهبي لغة يمتلك ناصيتها أبناؤها، فكانوا خير الأدِلَّاء. للرمل وكثبانه أسماء وأشكال يعرفها الجيولوجيون وقُصَّاص الأثر. فهناك ما يسمى كثبان البرخان، والكثبان النجمية، والكثبان المقببة، والرمال الصفائحية. من السهل أن يتوه المرء في صحراء كالربع الخالي، لكن أهلها تعلموا كيف يقصون الرمل، ويعرفون الطريق بنوع الكثيب.
فوهة الوعبة
أسطورة التضاريس وجزء من أسطورة المنطقة، تسمى رسميًا فوهة الوعبة، بينما تسمى بين العامة «مقلع طمية». تعد هذه الفوهة شاهدة على الجمال وملهمة للمغامرين ومحبي التصوير. فلقد كثر الحديث حول سبب وجود هذا الملمح الذي يعد من غرائب التضاريس.
تقع فوهة الوعبة على الطريق السريع الرياض- الطائف، وتبعد عن الطائف 200 كم، وتحديدًا بالقرب من قرية حفر كشب، وأم الدوم التابعتين لمحافظة الطائف. والوصول إليها سهل جدًا عبر الإحداثيات.
الذاكرة الشعبية لأبناء المنطقة، حتى في ذاكرة المارين على هذا المكان، حفلت بالأساطير حول الفوهة الضخمة التي بلغ قطر دائراتها 3 كم، بينما عمقها وصل إلى 380 مترًا. تقول الأسطورة: إن هذه الفوهة حدثت بعد أن اقتلع جبل طمية «وهو جبل أنثى في الأسطورة» نفسه عندما التمع البرق صوب الشرق، فشاهد «طمية» جبل قطن الأبيض وأُعجب به واتجه صوبه، وخلال سيره تساقطت منه الحجارة إلى أن وصل بالقرب من جبل قطن. هذا هو التفسير الأسطوري للظاهرة الجيولوجية لوجود صخور سوداء شبيهة بأرض المقلع على طوال الطريق بين الطائف والقصيم.
هناك أكثر من تفسير جيولوجي لهذه الفوهة الضخمة، فالأول يقول إنها نشأت من جراء سقوط نيزك. أما التفسير الثاني فيرى أنها في الأصل فوهة بركانية، والثالث يُقرُّ بخفوت في القشرة الأرضية في هذه المنطقة، ما نجم عنها هذه الحفرة الملحية. وأيًا كان السبب فستظل فوهة الوعبة جزءًا من تضاريس المملكة العربية السعودية الملهمة للحكايات والجمال.
متنزه الحبلة
كأنها جنة على الأرض، تهبط إليها أو تصعد لها بحبال ممتدة من السماء حتى تصل إلى هوة سحيقة مدهشة، هذا المشهد هو جزء من متنزه طبيعي ملهم.
يقع متنزه الحبلة في جنوب غرب المملكة العربية السعودية، في منطقة عسير، ويبعد مسافة 50 كم عن مدينة أبها، ومسافة 40 كم عن مدينة خميس مشيط. يتكون من جزأين أحدهما في علو الجبال، والآخر في الهوة السحيقة التي تصل إلى مسافة 300 متر عمقًا. الإلهام يتجلى في الحبلة الواقعة بين جبال عسير الشامخة وبين الواديين مع التضاريس الصعبة الجميلة، التي احتال على صعوبتها الأهالي، في الماضي، باستخدام الحبال، فجاءت هذه التسمية. أما اليوم فيمكن للسائح أن يتنقل بالتلفريك بين الجبال لمشاهدة أجمل التضاريس الملهمة التي تجمع بين الجو العليل والخضرة الطبيعية ومشهد وادٍ لا ينسى. كما يستحضر إبداع إنسان تلك المنطقة الذي تغلَّب على صعوبات منطقته، دون المساس بجمال تضاريسها.
جبل القارة
بين سحر المغامرات وغموض الكهوف وجمال التجاويف والهياكل الصخرية في جبل القارة يكون الإلهام حاضرًا بقوة بين جمال النحت الرباني الذي يختلف فيه الصوت والصورة، فتُجرب الأصوات بين جبل القارة ويتردد صداها الذي يختلف عن أي صدى.
يقع جبل القارة في محافظة الأحساء، شرق المملكة العربية السعودية، في بلدة صغيرة تسمى القارة.
سمي هذا الجبل نسبة إلى قرية القارة. يبعد عن مدينة الهفوف مسافة 15 كم، في وسط واحة تحيط به النخيل. ولفرادة هذا الجبل وغرابة شكله والطقس داخله، جرى تأهيله ليكون وجهة سياحية، ومتنفسًا طبيعيًا، وهو اليوم على الخارطة السياحية بوصفه وجهة مثالية للأهالي، حيث يمنح شغف المغامرة لديهم متعة. إذ يعد الولوج لجبل قارة من المغامرات الآمنة.