أحمد عمارة

تتفاخر المملكة العربية السعودية بتراث وفير من قرى وحصون وقلاع تاريخية تتناثر في أنحاء البلاد كافة، حيث تشغل هذه المواقع الأثرية مساحة غير قليلة على خارطة المملكة، وقد ارتبط معظمها بأحداث ووقائع سجلت تاريخًا حافلاً تألقت فيه شخصيات بطولية شهيرة.


يشكل التراث الشعبي والقرى التراثية رافدًا هامًا من روافد السياحة في المملكة، حيث تستمد هذه القرى جمالها ورونقها من أصالتها سواء فيما يتعلق بالنمط المعماري، أو ما يغلفها من ثراء ثقافي يلمسه الزائرون عند زيارتها والاستمتاع بما يحيط بها من تضاريس جبلية فريدة.


تتمايز قرية الخليف، إحدى أقدم القرى الأثرية، في محافظة قلوة بمنطقة الباحة بإطلالة بديعة، تزهو جدرانها وحصونها بنقوش ونمط معماري مميز يزدان بالحجر المحلي "الصلد" المطرز بأقواس وجص أحمر. تضم القرية، التي لا يزال بعض أجزائها قائمًا حتى اليوم، عددًا من المواقع الأثرية التي تجسدها حصون ومبان قديمة وبئر دغيفقة التي لا تزال قائمة حتى الآن ولا تبعد عن القرية سوى 100 متر فقط.


كما تتزين القرية أيضًا بمسجد تاريخي تبلغ مساحته نحو 324 مترًا مربعًا جرى بناؤه من صخور شديدة الصلابة فوق هضبة مرتفعة حتى لا يتضرر من السيول. يزدان المسجد بأربع واجهات ومئذنة تقع في الزاوية الجنوبية الشرقية من صحن المسجد. تجسد زيارة قرية الخليف تجربة ثرية وماتعة لما يزينها من طبيعة ساحرة، وعبق تاريخ أصيل، وما تضمه من نقوش وحصون تقف شاهدًا على حضارة أصيلة.



x
You are looking for