أحمد عمارة

لطالما شكلت ينبع محطة مهمة على طريق التجارة القديم الذي كانت تستخدمه القوافل لنقل البخور والتوابل من موطنها في آسيا إلى مناطق شبه الجزيرة العربية والمناطق المطلة على البحر الأحمر ودول أوروبا وما وراءها. شهدت ينبع نشاطًا بشريًا منذ قرون طويلة، وجلبت ثروات كبيرة لشعوب تلك المناطق، وحظيت بأهمية كبيرة نظرًا لوقوعها في منطقة استراتيجية على ساحل البحر الأحمر توفر المأوى والمأكل والمشرب لقوافل الحجاج على طريق الحج القديم الذي كان يسلكه أهل الشام.

اليوم تضيف ينبع إلى تاريخها رصيدًا جديدًا من الأهمية في جوانب متعددة أبرزها الصناعة والسياحة والإطلالة البهية على ساحل البحر من خلال كورنيشها الجميل، بالإضافة إلى حُسن التنظيم الذي يشهد به كل من يزورها، فضلاً عن طبيعتها ومعالمها المهمة التي يتطلع كل زائر لاستكشافها.


الواجهة البحرية

تتزين مدينة ينبع بالواجهة البحرية التي تشكل وجهة مثالية تستقطب الضيوف من المتنزهين والسائحين ممن يتوقون إلى القيام بنزهات جميلة والاستمتاع بإطلالات فيروزية ساحرة على الشواطئ الرملية البيضاء والأفق البحري للبحر الأحمر، وقضاء عطلات هادئة ملؤها الراحة والاستجمام على شواطئ رملية ساحرة.

تزدان الواجهة البحرية بمسرح مفتوح يقع بالقرب من الشاطئ ويميزه تصميم عمراني مستوحى من الحضارة الرومانية بأعمدته ومدرجاته التي تحاكي الأعمدة الرومانية القديمة وشيدت من حجارة مستخرجه من البحر الأحمر. تقام في المسرح عروض وفعاليات وأنشطة ترفيهية في المناسبات المختلفة.


بحيرة المدينة الذكية

وجهة سياحية جميلة تغلفها أشجار النخيل الباسقة، وتزدان بعناصر مميزة تشكل متنفسًا للضيوف لقضاء أوقات ترفيهية ماتعة على ضفافها. تزهو تلك البحيرة الاصطناعية بتصميم يحاكي البحيرات الطبيعية، وتتمايز بمسطحات خضراء يانعة، وشلالات تزينها إضاءة ليلية، ومجسمات جمالية، وملاعب للأطفال.


متنزه جزيرة النورس

درة ينبع. لوحة فنية تزين شواطئ ينبع الصناعية. أيقونة آسرة ضمن مشاريع الواجهة البحرية التي تمتد لأكثر من عشرة كيلو مترات. يمكن للضيوف أن يتنفسوا عبق الهواء النقي في متنزه تلك الجزيرة التي تحمل اسم طائر النورس كونها موطنا جاذبا له. تتوافر في المدينة حدائق بديعة، ومسطحات خضراء، ومسارات لممارسة رياضة المشي والجري، ومناطق ألعاب للأطفال، ومطاعم ومقاه متنوعة، ونوافير ماء، ومراسي للقوارب البحرية. تشكل الجزيرة نقطة رائعة للاستجمام والاسترخاء، ومنصة ينطلق منها عشاق البحر والغوص لخوض تجارب غامرة ملؤها الحماس لاستكشاف كنوز الشعاب المرجانية والأحياء البحرية والتنوع البيولوجي في أعماق المياه.


متعة الغوص في ينبع

تعد ينبع واحدة من أجمل مواقع الغوص في العالم، ذلك أن مياه البحر الأحمر الفيروزية تكتنز في أعماقها أحياء بحرية مذهلة من أسماك متنوعة وشعاب مرجانية. يتوافر في ينبع عدد غير قليل من مواقع الغوص التي يمكن للضيوف أن يخوضوا مغامرة الغوص فيها، مثل موقع "الأخوات السبع"، وموقع "جزيرة أبو قلاوة".


سوق الليل

يقع سوق الليل في منطقة الميناء التي تُعد المنطقة الأقدم في ينبع والتي تضم أبرز المعالم السياحية. وقد جرى مؤخرًا ترميم سوق الليل، الذي يُعرف باسم سوق صيادي السمك، وأصبح وجهة تُباع فيها منتجات كثيرة.

بيت لورانس العرب

بناية بديعة من حجر المرجان تزدان بطراز معماري فريد، إنها منزل الضابط البريطاني الشهير توماس إدوارد لورانس، الذي يعرف باسم لورانس العرب. كان المنزل ملكًا لإحدى العائلات العريقة آنذاك، وعاش فيه لورانس العرب أثناء إقامته في ينبع، حيث شهد المنزل دورًا تاريخيا مهما لعبه الضابط البريطاني أثناء الثورة العربية الكبرى عام 1915. جرت في الآونة الأخيرة إعادة تأهيل للمنزل وتم تحويله إلى مزار سياحي جاذب يقصده الزائرون والسائحون للاستمتاع بمشاهدة هذا التراث العريق.


جبل رضوى

يشمخ الجبل في الجهة الشمالية الشرقية معلمًا مهمًا من المعالم السياحية، تزينه قمم مسننة متعرجة تعلو تكوينات صخرية حمراء ترسم لوحة فنية طبيعية آسرة. يبلغ ارتفاع الجبل أكثر من ألفيّ متر، ويُعد الأعلى في سلسلة جبال النخيل التي تزدان بطبيعة باذخة.

x
You are looking for