أحمد عمارة
لطالما ارتبط اسم عنيزة بمزارعها وبساتينها الغضّة، وواحات نخيلها الباسقة التي تحتضن جذورها باطن الأرض بحثًا عما يروي عطشها في أجواء فصل الصيف الحارة. تُعد عنيزة ثاني أكبر محافظات القصيم وتتمايز بتضاريس خلابة، وتفتخر بخصوبة تربتها وتوافر مياهها الجوفية ما جعلها واحدة من أهم مناطق زراعة النخيل وأشهرها فيما يتعلق بإنتاج التمور.
تتمايز عنيزة، نقطة التقاء الطرق الرئيسة القادمة إلى منطقة القصيم، بغطاء نباتي كثيف يسهم في جعل مناخها معتدلاً خلال فصل الشتاء الذي يتخلله سقوط الأمطار، ويساعد في تلطيف درجات الحرارة في الصيف مقارنة بمناخ منطقة نجد عمومًا.
تنظم الغرفة التجارية بعنيزة بالشراكة مع بلدية عنيزة ومكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة موسم عنيزة الدولي للتمور هذا العام، حيث يشهد الموسم تنظيم مجموعة من الأنشطة والفعاليات. يزدان موسم عنيزة الدولي للتمور بأكثر من سبعين صنفًا من التمور، منها السكري بأصنافه، والخلاص والبرحي والمجدول والخضري والصقعي ونبتة سيف وغيرها. تلقى التمور إقبالاً كبيرًا من الزائرين والسائحين الأجانب الذين يحرصون على زيارة ساحات المزادات في المدينة الغذائية التي تُعد المقر الرئيس لفعاليات موسم عنيزة الدولي للتمور وأنشطته.
يسهم موسم عنيزة الدولي للتمور في فسح المجال أمام رجال الأعمال من الجنسين للعمل الحر، وتنشيط الحراك الاقتصادي، وتوفير فرص لتوقيع عقود تصدير دولية للتمور. وقد جرى بالفعل توقيع عقود واتفاقيات مع نحو خمس وستين دولة منذ انطلاقة الموسم حتى اليوم، جاء في مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي، ودول عربية منها مصر والمغرب وتونس، وعدد من دول شرق آسيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.
تشارك هيئة التراث بجناح للمشغولات اليدوية في موسم عنيزة الدولي للتمور يعرض فيه الحرفيون والحرفيات إنتاجهم من المشغولات اليدوية، لا سيما تلك المرتبطة بالنخيل مثل "الخوصيات"، وهي الحرفة القديمة التي تعتمد على أشجار النخيل.
