أحمد عمارة
تنبسط مدينة ضباء لؤلؤة متألقة على ضفاف بحرٍ تحاكي مياهه زرقة السماء وتغازل صفاء البلور. تتفاخر المدينة بشاطئ رملي ساحر يكرّسها وجهة ماتعة تثري تجربة السائحين والمصطافين للاستمتاع برمال ذهبية ناعمة وأجواء بحرية مميزة تُحيلها قبلة لعشاق الغوص ممن يتوقون لمداعبة تشكيلات الشعب المرجانية والحياة البحرية النادرة.
يزين المدينة كورنيش مبهر يُعد من أجمل الأماكن الجاذبة للمقيمين والسائحين ممن يتوقون لقضاء أوقات جميلة ينعمون فيها بإطلالة خلابة على صفحة مياه البحر الأحمر. جرى في الآونة الأخيرة تطوير الكورنيش عبر تصميم جديد يوفر أماكن فسيحة لاستيعاب العائلات والزوار منها مناطق جلوس ومناطق لعب الأطفال بالإضافة إلى مساحات خضراء جميلة.
تزهو مدينة ضباء بمجموعة من الآثار التي تشكل نوعًا من الكنوز والتراث الحضاري التي تروي قصصًا عما واجهته المدينة عبر تاريخها الطويل. تشكل قلعة الملك عبدالعزيز في المدينة معلمًا من أبرز المعالم التراثية التي تتميز بتصميمها المعماري الفريد. وقد جرى بناؤها في عام 1932م لتكون مقرًا للحكومة، وتضم أربعة أبراج مرتفعة للمراقبة والحماية، وعددًا من الغرف، ومسجد كبير، بالإضافة إلى فناء فسيح يتوسطها.
أما قلعة الأزلم فتعد من أقدم المعالم الأثرية في ضباء، إذ تقع القلعة جنوب المدينة وكانت محطة للحجاج المصريين في العصر المملوكي. تتكون القلعة من فناء فسيح تحيط به مجموعة من الحجرات من كل الاتجاهات، وتتميز بمعمارها الفريد.
وعلى مقربة من المدينة تقع منطقة آثار ضباء التي تعد إحدى أشهر المزارات السياحية التي يقف فيها الزائر على تاريخ البلدة العريق، حيث تتزين المنطقة بالنقوش الحجرية بالخط الكوفي، فضلاً عن بعض الآبار التي تُعرف محليًا باسم الآبار السلطانية. وتستمد المدينة إرثها العريق أيضًا من منطقة البلدة التاريخية العتيقة ذات العمران القديم.
في الجهة الشمالية من المدينة يقع مشروع "ضباء الخضراء" الذي يعد أحد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم، والذي من شأنه أن يجعل من المدينة الواقعة على ضفاف البحر الأحمر مركزًا لتصدير الطاقة الكهربائية إلى مختلف الدول.
تشتهر مدينة ضباء كذلك بمعالم سياحية شهيرة منها جزيرة النعمان التي تتمدد قبالة الساحل الجنوبي للمدينة وتفترش مساحة تبلغ أكثر من 7 كيلو مترات مربعة. تتمايز هذه الجزيرة الحالمة بإرث غني بالشعب المرجانية، والكائنات البحرية المتنوعة، وتزهو بطبيعة بحرية ساحرة جعلت منها موطنًا للطيور النادرة. يمكن للسائحين والزائرين، لا سيما هواة الغوص، استكشاف هذه الجزيرة الآسرة، والاستمتاع بما تكتنزه من مقومات سياحية، وقضاء أجمل الاوقات على ضفافها، والاستمتاع بإطلالاتها البحرية الخلابة.