أحمد عمارة
تتباهى منطقة تبوك بسواحلها الرائعة التي تمتد على مسافة تبلغ نحو 700 كيلو متر شمال البحر الأحمر، وتتفاخر بثروة هائلة من جمال الطبيعة التي تأسر زوارها ومصطافيها. سوف تزدان المنطقة أكثر بأبهى المناظر الطبيعية، خصوصًا بعد إطلاق رؤية السعودية 2030 التي أولت اهتمامًا غير مسبوق بالعناصر البيئية والتنمية السياحية على طول ساحل البحر الذي ستزينه مشاريع تطويرية فائقة تتمثل في مدينة نيوم وذا لاين وآمالا ومشروع البحر الأحمر.
تزدان منطقة تبوك بنحو مائة جزيرة بكر تنبص بالحياة بعيدًا عن تقنيات الحياة العصرية وتسترخي قبالة الشواطئ في تنوع فريد ما بين بيئة مرجانية ورملية وبركانية، كما تتلألأ شواطئها برمال بيضاء ناعمة تداعبها مياه فيروزية صافية. تتناغم الرمال والمياه والمناخ في مشاهد طبيعية آسرة من محافظة حقل شمالاً مرورًا بمحافظتي البدع وضباء وصولاً إلى محافظتي الوجه وأملج جنوب غرب المنطقة.
تشكل جزر تبوك الحالمة موطنًا آمنًا للطيور المهاجرة حيث تسكن في قلب مسار هجرة آلاف الطيور سنويًا بين أوروبا وآسيا. وتتمايز المنطقة بمحميات طبيعية غنية بالأحياء البحرية وتعد من أكثر الأماكن جذبًا للسياح، من أشهرها محمية راس سويحل التي توفر ملاذًا آمنًا للحيوانات البرية والبحرية المهددة بالانقراض مثل ظباء الآدمي والدلافين والوعول والأسماك والسلاحف البحرية وأنواع من الطيور البرية.
تزهو المنطقة بمعالم طبيعية بارزة، منها جبل "طيب اسم" الذي يطل على خليج العقبة ويقع على مسافة تبلغ نحو 15 كيلو متر شمال مدينة مقنا الساحلية. يُعد جبل "طيب اسم" أحد عجائب الطبيعة الساحرة في المملكة العربية السعودية بمكوناته وتشكيلاته الجيولوجية الفريدة التي جعلته نقطة جذب لعاشقي الطبيعة والسفاري والتنزه بين الجبال، ويتألق بما يزينه من عيون الماء وأشجار النخيل وإطلالته على الشواطئ الفيروزية الساحرة.
يحظى جبل "طيب اسم" بأهمية دينية وتاريخية كذلك، إذ تشير روايات تاريخية إلى أن الممر الصخري المتغلغل وسطه إنما هو موقع مضرب عصا النبي موسى عليه السلام. يحرص كثيرون من عشاق الطبيعة على زيارة المكان والاستمتاع بأجوائه الجميلة، وسمائه الصافية، والتقاط الصور التذكارية.
يمتد الوادي بطول 30 كيلو متر، وبعرض 10 أمتار، وقد جرى تأهيل المضيق بمسار يُمكّن المتجولين والزوار من العبور واستكشاف المكان مترجلين أو بالسيارة، إذ يمكن الوصول إلى قلب الوادي لمسافة تبلغ نحو كيلو متر واحد بالسيارة، حيث العيون المائية الموزعة على امتداد مجراه والتي تتناثر حولها أشجار النخيل التي تمتد حتى منطقة المصب المواجهة لخليج العقبة.