فتحي سمير
لطالما احتلت منطقة تبوك أهمية خاصة في التاريخ بسبب موقعها الذي جعلها منفذًا للقوافل الوافدة إلى شبه الجزيرة العربية والمسافرة منها إلى بلاد الشام ومصر. وقد خلّف هذا التوافد البشري على المنطقة على مدى قرون شواهد عدة أكدت على أهمية المنطقة وبروز دورها التاريخي كمحطة مهمة على طريق التجارة والحج، ومن ذلك الآثار والنقوش التي سجلها البشر على مدى قرون على صخورها في مختلف أنحاء المناطق الصحراوية التي تحتضن الصخور الجبلية ذات التكوينات الفريدة، والأبنية التاريخية العظيمة التي حتّمت الضرورة بناءها لتكون حصونًا ومأوى للعابرين.
من بين هذه الشواهد المهمة في مدينة تبوك عاصمة المنطقة "قلعة تبوك الأثرية" التي كانت إحدى محطات الحجاج على طريق الحج الشامي، منذ بنائها في عام 976 هـ.
تتميز القلعة بمعمارها الجميل الذي تبرز فيها الأحجار على الجدران الخارجية بصورة بديعة، بينما يقع باب القلعة في منتصف الواجهة. وقد بنيت على شكل مربع الأضلاع وتضم ساحة داخلية مكشوفة، بينما تقع الغرف على الجوانب الداخلية في دورين، وفي أحد الأركان يقع درج يقود إلى الدور الثاني ومناطق المراقبة والحماية العلوية.
شهدت القلعة على امتداد تاريخها عمليات ترميم عدة حتى تحولت اليوم إلى "متحف قلعة تبوك الأثرية"، لتضم بين ثناياها عددًا من المعروضات الأثرية التي يشاهدها الزوار خلال تجولهم بالمكان. كما يُطالع الزوار المسجد الداخلي والبئر.
في الجهة الخلفية من القلعة تقع البِرك السلطانية، وقد جرى تأهيل الطريق الذي تقع عليه القلعة من الجهة الأمامية ليجسد ممشى جميلاً بنقوش متميزة، تقود المتنزهين إلى المحال التجارية التي تقع في الأنحاء لشراء احتياجاتهم خلال التنزه وزيارة هذه القلعة التاريخية.
يُعرف عن قلعة تبوك أنها تقع في الموقع الذي أقام فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، في أثناء غزوة تبوك.