يشهد شهر مارس نشاطًا متزايدًا من قبل المزارعون في الطائف في منطقتي الهدا والشفا في أكثر من ألفي مزرعة، إذ يُلحظ انتشار المزارعين بين شتلات الورد لقطفه قبل بزوغ الشمس حيث تحتفظ كل وردة بقطرات الندى التي تُبقيها رطبة عند إحالتها إلى مصانع التقطير التي تنتشر في الطائف حيث يُستخلص منها ماء الورد ودهنه.


ليس الورد عنصر الجمال الأوحد في الطائف فقط، وإنما تملك الطائف من المقومات ما يجعل المرء مشدوهًا أمام روعة طبيعتها ومناظرها الساحرة لقمم الجبال وتكويناتها الفريدة ومنها قمة جبل كرا بالهدا، إحدى قمم جبال الحجاز الواقعة على أطراف الطائف والتي رفعت رأسها بين محيطها الجغرافي لتضع الطائف على رأس المصائف في المملكة العربية السعودية بأجوائها الجميلة.


هذه الجغرافيا والأجواء المتفردة كانت سببًا في جعل الطائف أيضًا موطنًا للورد، بل إحدى أشهر مصادر إنتاج الورد على مستوى المنطقة، بما تقدمه من إنتاج كبير يباع داخل المملكة ويُصدّر إلى كثير من دول العالم لاستخدام دهن الورد في صناعة العطور العالمية.


تستخدم آلاف الورود في عمليات التقطير التي يُستخرج منها ماء الورد المعروف باسم "ماء العروس"، ودهن الورد الذي يطفو على السطح على هيئة زيت. يجري تسخين نحو عشرة آلاف وردة في قدر نحاسي في كل عملية تقطير حيث يرتفع البخار إلى أنبوب علوي يقوم بتكثيف الأبخرة لاستخراج هذه المنتجات. ويجري جمع الزيت "دهن العود" في زجاجات صغيرة تسمى "تولة" تضم مليغرامات محددة من كل عملية تقطير، ويكون لونه أخضرًا فاتحًا.


يراعي المنتجون حساسية دهن الورد للضوء والحرارة لذلك يجري الاحتفاظ به بعيدًا عن الشمس، كما يُنصح باستخدم العود البلاستيكي الموجود في غطاء التولة في التعطر على الملابس مباشرة بعيدًا عن الجلد حتى لا تنتقل أي بكتيريا تؤثر على جودة الدهن من حيث الرائحة أو اللون.

x
You are looking for