تتناثر القرى التراثية على مستوى المملكة العربية السعودية، لتزهو كل منها بتاريخها وقصصها وحكاياتها التي صنعتها فصول من حياة أجيال تعاقبوا على هذه المواقع التاريخية منذ أن شيدوها معتمدين على أنماط معمارية سادت في حقب زمنية كانت فيها الطبيعة المورد الأساسي للبناء، والثقافة والعادات المتوارثة مصدر إلهام للسكان في صياغة تفاصيل البناء.

 


تبقى قرية ذي عين الواقعة في منطقة الباحة جنوب المملكة العربية السعودية إحدى هذه اللآلئ المنثورة والمتفردة بنمط بنائها البديع على قمة جبل من الغرانيت، لتبدو للناظر كتلة واحدة مهيبة بارتقائها على قمة الجبل وتعاضد منازلها وتلاحمها، وهو هدف أساسي كان من بين الأهداف المهمة التي بُنيت القرية من أجله، للحماية من الهجمات الخارجية حيث تبدو القرية حصنًا منيعًا.

تتناثر مزارع الفل والكادي والموز أمام القرية لتفرد الطبيعة مساحات خضراء تزيد من بهاء القرية التي تروي مزارعها من مياه العين الجارية التي تقع فيها والتي تُحيل المكان إلى موقع عبق بالفل والكادي وسط احتفاء شعبي بما تنتجه ذي عين من منتجات زراعية في مهرجانات محلية.

 


مع العين الجارية بالقرية يصبح تفسير مسمى القرية "ذي عين" جليًا، حيث كانت المياه على الدوام ذو أهمية بالغة في جذب السكان لممارسة نشاطهم الزراعي. إلا أن أصول الاسم لا تخلو من بعض القصص والحكايات التي تبدو أسطورية أحيانًا، وكلها متداولة بين أهل المنطقة.

تتراصف بيوت القرية التي يبلغ عددها 58 بيتًا، على هذا الجبل الرخامي الأبيض لتحتل مساحة تبلغ نحو 15 ألف متر مربع. وتتميز بتصاميمها المتنوعة وارتفاعاتها المختلفة، إذ تبدأ من طابق واحد وتصل حتى خمسة طوابق، بالإضافة إلى مسجد لخدمة القرية.

 


x
You are looking for