أحمد عمارة

تزهو قصور الملك عبدالعزيز التاريخية في مختلف مناطق المملكة، في ذكرى اليوم الوطني 92، حيث تجسد هذه القصور شواهد على حقبة تاريخية مهمة في مسيرة الدولة السعودية الثالثة، في بدايات إعلان توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، والتي مثلت فيها هذه القصور مراكز للحكم، والإقامة، والتقاء الوفود الدبلوماسية، كل حسب أهميته، والغرض من تشييده.

 


يُعد قصر الملك عبدالعزيز في السيح عاصمة الخرج الحديثة تحفة معمارية وأحد أهم القصور التاريخية في المملكة العربية السعودية. جرى بناء القصر في عام 1940 على الطراز الإسلامي الحديث من وحدات سكنية مربعة الشكل ومتماثلة تصميميًا يبلغ طول الواحدة منها 30 مترًا، واستخدم في بنائه أحجار مغطاة بطبقة من الجص.

 


يتكون القصر، الذي يبلغ عمره أكثر من ثمانين عامًا، من طابقين يتزينان بنوافذ مستطيلة تطل على شرفات فسيحة تزهو بفتحات مقابلة للنوافذ من أجل الإنارة الطبيعية، ما أضفى لمسة بديعة على المبنى الرائع. تشرف هيئة التراث حاليًا على القصر الذي جرى تشييده على مرحلتين، المرحلة الأولى ضمت القصر الغربي الذي خصص لعقد الاجتماعات واستقبال الوفود الرسمية وضيوف الملك المؤسس، بينما ضمت المرحلة الثانية القصر الشرقي الذي جرى تشييده لإقامة الملك عبدالعزيز وأسرته، حيث كان يزور الملك منطقة الخرج لطبيعتها الجميلة. وقد جرى بناء جسر بطول 160 مترًا للربط بين القصرين وصمم على نحو متسع بما يكفي لمرور سيارة فوقه.

كان الهدف الاستراتيجي من وراء بناء القصر هو حماية الحدود الجنوبية للعاصمة الرياض وتأمينها، والإشراف على موارد الخرج الطبيعية لا سيما عيون الماء. أصبح هذا القصر الآن مزارًا سياحيًا بعد أن شهدت المنطقة تطورًا كبيرًا، واستقبل القصر الزائرين خلال مناسبة العيد الماضية بعد أن جرى تجديده وتجهيزه من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.


x
You are looking for