فتحي سمير

 

على حواف جبال السروات تغفو الباحة قريرة العين متدثرة بغطاء من بياض ناصع تُشكله السحب التي ترسم وجه الباحة، وتجري إلى جهة الغرب منهمرة من أطراف الجبل في صورة شلالات من غمام تصب من قمم السراة إلى السهول المنخفضة من ارتفاع يناهز نحو 2400 متر فوق سطح البحر، يمنح الباحة في صباحاتها الباكرة إطلالة من شاهق على السفوح البعيدة إلى جهة الغرب في سهول تهامة.

 


مشاهد مهيبة لكنها باتت مألوفة في الباحة وغيرها من مدن الجنوب الساحرة، مثل أبها التي تجاورها جبال  السودة الشاهقة، إحدى أعلى قمم الجبال ارتفاعًا في الجزيرة العربية والمنطقة بنحو ثلاثة آلاف متر فوق سطح البحر.

لطالما اشتهرت الباحة بكونها حديقة الحجاز نظرًا لمسطحاتها الخضراء وغاباتها وإنتاجها الزراعي من الفاكهة والمحاصيل، ومن ذلك استمدت بديع جمالها الذي جرى استثماره في صورة متنزهات ومطال لا مثيل لها، وعلى رأس هذه المتنزهات يأتي متنزه الأمير حسام الذي يعد وجهة السكينة والاسترخاء في مدينة الباحة وأكبر متنزهاتها.

 


اعتدال مناخ الباحة في الربيع والصيف يجعلها من أهم مصائف المملكة، شأنها في ذلك شأن مدينتي الطائف وأبها، وكلها مدن تربض على قمم الجبال التي ساهمت في تلطيف أجوائها صيفًا من أثر الارتفاع الشاهق عن سطح البحر.

ويضاف إلى جمال الباحة القلاع والحصون والقرى الأثرية القديمة فضلاً عن المدرجات الزراعية التي تجسد بعدًا تاريخيًا يعود إلى قرون خلت، حيث كانت الزراعة مهنة لكثير من السكان الذين استفادوا من عيون الماء والأودية الجارية في ممارسة الزراعة على هذه المدرجات بديعة التكوين والمنظر.


x
You are looking for