يعود معرض صحراء X العلا في نسخته الثالثة في الفترة من 9 فبراير إلى 2 مارس 2024، تحت عنوان "في حضرة الغياب" ليقدم 15 عملاً إبداعيًا يدور حول الأشياء العظيمة المخفية التي لا يمكن للعين رؤيتها.

يفتح معرض "صحراء X العلا" أبوابه للجميع مجانًا وهو معرض فنّي بنسخة متكررة تجري إقامتها سنويًا ضمن فتراتٍ محددة في الهواء الطلق بمنطقة العلا الصحراوية الواقعة في قلب شبه الجزيرة العربية والتي تتمتّع بمكانة عالمية مرموقة. تأتي نسخة هذا العام بإشراف القيّمين الفنيين مايا الخليل ومارسيلو دانتاس، المديرين الفنيين رنيم فارسي ونيفيل ويكفيلد.

عقب نسختين ناجحتين منذ عام 2020، يعود "صحراء X العلا" في نسخته الثالثة في الفترة من 9 فبراير إلى 23 مارس 2024، حيث يعرض أعمالاً فنية معاصرة ذات رؤية لفنانين سعوديين وعالميين، وسط المناظر الطبيعية الصحراوية الاستثنائية في العلا وهي منطقة صحراوية ساحرة تقع في شمال غرب المملكة العربية السعودية. تعتبر العلا وجهة عالمية لعشاق الفن الأثري لغناها بالتجارب الفريدة المستمدّة من روح المكان الآسر. كما يدعو المعرض الفنانين لخوض حوارٍ مع البيئة الصحراوية والمناظر الطبيعية الفريدة والمعالم الأثرية في العلا، ليستلهموا منها أعمالاً مميزة تنبع من البيئة المحلية ويتردد صداها مع عشاق الفن في جميع أنحاء العالم.

تحت عنوان "في حضرة الغياب"، يطرح معرض "صحراء X العلا 2024"، تساؤلات عميقة عن "ما لا يمكن رؤيته؟". إذ غالبًا ما يُستهان بالصحاري، باعتبارها لا تعدو كونها مساحاتٍ من الفراغ تبدو صامتة بلا حراك، غير أن هناك ما هو أكثر بكثير مما تراه العين. قد دُعي الفنانون المشاركون في المعرض إلى استكشاف الأفكار التي تدور حول ما لا تراه الأعين ولا يكون جليًا في الواقع.


وتتضمن القائمة الكاملة للفنانين المشاركين الأسماء التالية:

  • أسيل اليعقوب، مواليد 1986 – كويتية.
  • أيمن يسري ديدبان، مواليد 1966 – سعودي فلسطيني.
  • بوسكو سودي، مواليد 1970 – مكسيكي.
  • كالين عون، مواليد 1983 – لبنانية.
  • فيصل سمرة، مواليد 1955 – سعودي.
  • فلوة ناظر، مواليد 1972 – سعوديّة.
  • جيوسبي بينوني، مواليد 1947 – إيطالي.
  • إبراهيم مهاما، مواليد 1987 – غانيّ.
  • قادر عطية، مواليد 1970 – جزائري فرنسي
  • كارولا براغا، مواليد 1988 – برازيليّة
  • كيمسوجا، مواليد 1957 – كوريّة جنوبية
  • منيرة القادري، مواليد 1983 – كويتية
  • نجود السديري، مواليد 1994 – سعوديّة.
  • باسكال هاشم، مواليد 1979 – لبناني.
  • رنا حداد، مواليد 1970 – لبنانية.
  • رند عبد الجبار، مواليد 1990 – عراقيّة
  • سارة العيسى، مواليد 1990 – سعوديّة.


للمرة الأولى، ستقام النسخة القادمة من "صحراء X العلا" في ثلاثة مواقع، داعيةً الزوار للتجول وتجربة المناظر الطبيعية الخلابة والمتنوعة أثناء تنقلهم بين الأعمال الفنية. إذ يمكن معاينة أعمال المعرض في المناظر الطبيعية الصحراوية لوادي الفن، بين تضاريس الحمم السوداء والمناظر الخلابة لـحرة عويرض البركانية وفي ميدان المنشية، الذي يحتضن محطة قطار العلا التاريخية التي تم الحفاظ عليها بعناية لتكون شاهدًا على تاريخٍ العلا الطويل من الثقافة والعراقة.

يقوم جميع الفنانون المشاركون بزيارة منطقة العلا وقضاء بعض الوقت وسط طبيعتها الفريدة ليستمدوا الإلهام منها ويبدعوا أعمالاً فنية تعكس روح المكان وتجربتهم فيه.

 

تحوّل الفنانتان سارة العيسى ونجود السديري المشهد الطبيعي إلى تجربة تأمّل ذاتيّة واعية في العمل الذي يحمل عنوان "احتمالات غير مرئية: عندما بدأت الأرض تنظر إلى مكنوناتها". يستند العمل إلى وجهات نظر ومناهج مختلفة، إذ يهدف إلى بناء مفاهيم جديدة للمشاهدين حول التحول البيئي للموقع وجغرافيته الطبيعية. أمّا عمل كيمسوجا الذي يحمل عنوان "نَفَس عميق"، فيُصوّر قاعةً اسطوانية الشكل تحيط بها الجدران القزحية وفي مركز هذا المشهد الفنّي يعيش الزوار تجربة الغوص في الألوان التي تلتفُّ بشكل حلزوني في المنتصف. تستوحي الجدران اللونية للعمل من تاريخ مدينة العُلا الموغل في القدم، من خلال تقسيمها وتجميعها للضوء، الذي سافر عبر مسافات هائلة ليصل إلينا، إلى مواشيرٍ زجاجية تتراقص بين المتفرّج والمشهد.

 

يرسم أيمن يسري ديدبان حدود ملعبٍ لكرة القدم بالحجارة البيضاء والصخور التي جمعها سكان العلا المحليّون من جميع أنحاء الوادي. يجسّد ملعب كرة القدم، الواقع في منطقة صخرية نائية، حضورًا سحريًا غامضًا يُثير الذاكرة الجماعية ويسلّط الضوء على الدور الاجتماعي لكرة القدم. في حين جمَع الفنان بوسكو سودي الصخور البركانية من أماكن متفرّقة في الصحراء ليشكّل عمله الذي حمل عنوان "عندما تأمّلتُ انعكاسي". قد تم لفّ هذه الصخور بالذهب ووضعها في وجوه صخرية ترتفع فوق الصحراء لتلفت نظر المشاهد إلى التركيبات العضوية الجميلة التي تحتضنها التكوينات الصخرية.

 

في عمل الفنانة كالين عون، الذي يحمل عنوان "سحر الصحراء يكمن في العمق"، تستخدم حجارة هضبة البازلت من حرة الشام، التي تتميّز بلمعانها من جانب واحد. تشكّل الشمس عنصرًا حيويًا في عمل عون، حيث ينكسر ضوء الشمس ليخلق صفحة متلألئة تعبّر عن التغير الحيوي الذي طرأ على المشهد الصحراوي نتيجة القوى الطبيعية التي شكّلته. يحتفي عمل رنا حداد وباسكال هاشم بالأحرف التقليدية في المنطقة، من خلال ملجأ تم تشكيله من الجرار الترابية المحطّمة. تحت عنوان "أحلام يقظة مدبلجة"، تحمل كل جرة في البرج، قطعًا هندسية، مفسحةً المجال للضوء لينكسر من خلالها وفق أنماط طبيعية دائمة التطور.

 

تُعبّر الأواني الفخارية لابراهيم مهاما المتناثرة عبر المناظر الطبيعية عن منظومة جديدة انبثقت من بقايا التاريخ. يمكن مشاهدة أعمال مهاما في ثلاثة مواقع في "صحراء X العلا"، هي "دونج بارا، الفارس الذي لا يمتطي فرسه" في وادي الفنّ، و"حديقة معلّقة" في ميدان المنشية، و"جابلي دين بالي، القرع الممتلىء لا يصدر صوتًا" في حرة عويرض. إحياءً لتراث العلا على طريق البخور، تستخدم كارولا براغا العطور لإعادة خلق العالم الحسي للتجارة القديمة. فيحيط هيكل "سفوماتو" المشاركين بالأبخرة الضبابية المستحضرة من اللبان والمرّ، مما يأخذ الزوار في لقاء فريد وغامر يستحضر الروائح والعطور التي ميزت طريق التجارة.

 

يعد عمل "الحياة الغريبة" للفنانة أسيل اليعقوب بمثابة قصيدة مستوحاة من ورنيش الصحراء الذي يظهر بشكل طبيعي في المناظر الطبيعية مثل العُلا، متحولاً إلى طبقة لامعة باللون الأصفر والبرتقالي والأحمر والأسود، الذي أثار حيرة العلماء لقرون عديدة.

 

استلهامًا من معتقدات ما قبل الإسلام عن الجن الذين يسكنون الصحراء، تم تصميم ممشى "صون الظّلال" المرتفع للفنانة فلوة ناظر باستخدام شبكة فولاذية تجسد شكل ثعبان أسود ضخم متموّج. بينما يعكس عمل منيرة القادري "و.أ.ب.أ.ر" أشكالاً ضخمة وغير عادية تحاكي الأجسام الغامضة التي حيّرت سكان الصحراء في ثلاثينيات القرن الماضي. يستحضر العمل قصة شعبية كونية تحكي أن مجتمع الربع الخالي اعتقد عند اكتشاف اللآلئ أن أصلها من خارج كوكب الأرض.

 

يقع عمل رند عبد الجبار "حيث تولد الأساطير من الطين والرغبة" في تجويف ضمن الوادي الجبلي، إذ تحكي أشكاله النحتية الخمسة قصة كوكب فينوس. مع تأمّل كل قطعة، ينغمس الزائر في المنظورات القديمة والعلاقات المتغيرة مع السماوات. يُظهر فيصل سمرة في عمله "النقطة" كيف نشأ وادي الفن من صدع قديم، كاشفًا عن القوى الصغيرة التي تشكل العظمة على مر العصور، مصورًا وهم الزمن بخط يتألف من شظايا صخرية.

 

يستكشف عمل" منطق النبات – التحول" لجوزيبي بينوني الطبيعة الدورية لجميع أشكال الحياة، حيث يستعرض كيف تتأرجح جذوع الأشجار المتحجرة بين الكائنات الحية والحالة المعدنية، مما يشجع الزوار على التفكير في التحولات التي يُحدثها مرور الزمن. كما تصدر أعناق الزجاجات في منحوتات قادر عطية بعنوان "الواشي"، صفيرًا متناغمًا عند هبوب الرياح، ليحث هذا الصوت المؤلم زوار المعرض على التأمل في الاهتمام الذي تستحقه الأرض منا.

 

سيتضمن معرض "صحراء X العلا" برنامجًا حافلاً من الفعاليات للزوار والمجتمعات المحلية، بما في ذلك حوارات مع القيّمين والفنانين، تنظيم زيارات للمدارس الابتدائية، ورش عمل فنية حول مواضيع متعلقة بالكولاج وصنع النماذج والطباعة والتصوير الفوتوغرافي. يُضاف إلى ذلك العديد من الفعاليات الموسيقية التي تتضمن الرقص السعودي التقليدي، عزف المقطوعات الموسيقية، والبث الإذاعي المباشر.

 

وللمرة الأولى، يعرض "صحراء X العلا" عملاً تكليفيًا خاصًا للفنان تينو سيغال. يركز عمله "بدون عنوان" على التفاعل بين العناصر الطبيعية للصحراء والتدخل البشري من خلال الحركة والصوت، ليخلق ترابطًا بين الزائر والبيئة والجوانب غير الملموسة للتجربة والخيال.


يقام المعرض بالتعاون بين صحراء إكس والهيئة الملكية لمحافظة العلا، وتم تأسيسه لتعزيز الحوار الثقافي المتجدد من خلال الفن. يُعتبر الأول من نوعه مع تراكيب وأعمال فنية تُحاكي المناظر الطبيعية الساحرة في المملكة العربية السعودية. يهدف المعرض إلى تعزيز الحوار الإبداعي والتبادل الثقافي بين الفنانين، القيّمين الفنيين، المجتمعين المحلي والعالمي برؤية مستوحاة من الطبيعة الصحراوية وتفاصيلها الاستثنائية. كما يعتمد "صحراء X العلا" على أسس من الفنون الجغرافية مبنية على خلفية معرض صحراء X في وادي كوتشيلا بكاليفورنيا، مما يوفر فرصة عميقة لتجربة الفن في حوار مع الطبيعة على نطاق هائل.

قد لعب معرض "صحراء X العلا" دورًا محوريًا في تمهيد الطريق لإقامة مشاريع أخرى من المقرر افتتاحها في العلا في عام 2026، منها وادي الفن وهو موقع تبلغ مساحته 65 كيلومترًا مربعًا، من المقرر أن يصبح وجهة عالمية دائمة للأعمال الفنية الضخمة الخاصة بالموقع من نمط فن الأرض. تعد الأعمال الفنية الملحمية العابرة للأجيال والخاصة بوادي الفن علامة بارزة في الرؤية الثقافية والتراثية لـلعلا، التي من شأنها أن تخط فصلاً جديدًا في تاريخ الفن يتوسع ويستمر لسنوات قادمة. يعد كل من معرض "صحراء X العلا" ووادي الفن مثالين على رؤية الهيئة الملكية لمحافظة العلا تجاه الفن في وسط المناظر الطبيعية، حيث يهدفان إلى إتاحة فرص لا مثيل لها لتجربة الفن المعاصر في حواره مع الطبيعة.

فضلاً عن كونها موقعًا ثقافيًا وتاريخيًا هامًا، تتربع العلا في قلب المشهد الفني المزدهر في المملكة العربية السعودية. يتركز اهتمام فنون العلا على إنشاء مكان عابق بالثقافة للأفراد الذين يقطنون المدينة أو يزورونها، كما يهدف إلى إحياء التراث الغني للفنون في المنطقة وتمكين المجتمع من اختبار الفن كمصدر للتعليم والتطور والازدهار، ذلك من خلال تزويد أبنائه بفرص العمل وتنمية المهارات.

يشكل معرض "صحراء X العلا" أحد أبرز فعاليات مهرجان فنون العلا الذي يجري من 9 فبراير وحتى 2 مارس 2024. كما سيقدم متحف "الفن المعاصر" في العلا خلال المهرجان معرض "رمي عيني"، وهو معرض لمجموعة من الأعمال الفنية بتوقيع رواد الفن المعاصر في المملكة العربية السعودية. سيشهد المهرجان أيضًا إقامة معرضين لأعمال الفنانة المكلفة من وادي الفن منال الضويان في "حي الجديدة للفنون". سيغمر المهرجان الزوار في احتفال نابض بالحياة من الفن البصري، الفن العام المعاصر، أعمال التصميم، الجولات الفنية، وبرامج إقامات الفنانين. سيعقد في مركز العلا الإبداعي "مدرسة الديرة"، ورش عمل حول الحرف اليدوية، مثل نسج سعف النخيل، والفخار، والمجوهرات، والهندسة، والأشكال ثلاثية الأبعاد، والمنسوجات، وغيرها الكثير.

يهدف "صحراء  Xالعلا" إلى المساهمة في تعزيز التراث الفني للمجتمع المحلي والمنطقة والحفاظ على استمراريته. استحوذت الهيئة الملكية لمحافظة العلا على أعمال عُرضت خلال نسخة عام 2020 من المعرض لشيرين جرجس، وليتا البكيركي، ومنال الضويان، وسوبرفليكس، ومحمد أحمد إبراهيم، ونديم كرم ويتم عرض بعضها في منتجع هابيتاس العلا. كما استحوذت الهيئة على مجموعة أعمال من نسخة المعرض لعام 2022، بما فيها أعمال دانا عورتاني، وأليسيا كوادي، ومونيكا سوسنوسكا، وسلطان بن فهد، وخليل رباح، وشيزاد داوود، وسيرج أتوكي كلوتي. لا يزال عمل جيم دينيفن لمعرض "صحراء X العلا 2022" معروضًا في موقعه الأصلي، حيث سيبقى هناك حتى يزول بشكل طبيعي. بدأ معرض "صحراء X العلا" على بناء قاعدة جماهيرية محلية ودولية على مدار السنين، بزيادة قدرها 53% لمتوسط عدد الزوار يوميًا ما بين عام 2020 حتى 2022.

x
You are looking for