يصنف مبنى الكولوسيوم كأحد أعظم الأعمال المعمارية والهندسية الرومانية التي انتهى بناؤها في العام 80 بعد الميلاد وسط مدينة روما. استخدم المدرج الروماني في احتضان فعاليات القتال بين المصارعين، والمسابقات الجماهيرية، ويعد هذا المبنى أشهر مثال على نمط بناء المسارح الرومانية القديمة.


والكولسيوم مبنى بيضاوي طوله 189 مترًا وعرضه 159 مترًا، وارتفاعه 57 مترًا، وساحته الداخلية بيضاوية بأبعاد 55×87 مترًا، وللمبنى 80 مدخلاً على غرار الملاعب الرياضية الحديثة، كما يتسع لما يزيد عن 50 ألف شخص.

يقع الكولوسيوم وسط مدينة روما، شرق المنتدى الروماني، الذي يضم كثيرًا من الآثار الرومانية، وقد بُني المدرج من الخرسانة والحجارة، ويعد من أكبر أعمال الإمبراطورية الرومانية وأحد أعظم الأعمال الهندسية الرومانية. شهد الكولوسيوم إضافات وتعديلات في أزمنة متلاحقة بعد الانتهاء من تشييده.


احتفت الإمبراطورية بافتتاح الكولوسيوم على مدار مئة يوم، وشارك في ذلك الشعب الروماني الذي حضر لمشاهدة الكثير من المصارعين والوحوش في ميدان الكولوسيوم، حيث اعتاد الأباطرة على استخدام المبنى لمثل هذه العروض حتى العصور الوسطى المبكرة، إذ أُعيد استخدام المبنى مأوى ومصنعًا وقلعة.

على الرغم من تهدم بعض أجزاء الكولوسيوم من أثر الزلازل، إلا أنه يظل رمزًا مهمًا من رموز قوة الإمبراطورية الرومانية. واليوم يعد هذا الموقع من أكثر الأماكن زيارة داخل روما، لاسيما بعد إدراجه ضمن مواقع التراث العالمي من قبل اليونسكو عام 1980.


يعد الكولوسيوم بمثابة عالم مصغر من الترتيب الهرمي للمجتمع الروماني، حيث كانت المنصة محجوزة باسم الإمبراطور وأعضاء مجلس الشيوخ الذين حُفرت أسماؤهم على المقاعد المخصصة لهم، أما الطابق الثاني فقد جرى تخصيصه للفرسان وطبقة الأثرياء والتجار في المجتمع، بينما الطابقين الثالث والرابع، فكانت لعامة الشعب.

الشهرة الواسعة التي يحظى بها الكولوسيوم جعلته محطة مهمة في الأعمال الفنية السينمائية والأغاني، وذلك منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى الآن، إذ عكست طبيعة الإمبراطورية الرومانية ودور الكولوسيوم في روما من حيث كونه موقعًا للاحتفالات والترفيه والنزالات ومصارعة الوحوش وغير ذلك من استخدامات.

x
You are looking for