انقضت آخر أيام الصيف في سبتمبر، ودخلنا إلى فصل الخريف حيث تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض تدريجيًا، ليهدأ قيظ الصيف، وتتحول الأجواء إلى لطيفة مع الدخول إلى الأشهر الأخيرة من العام حيث نسمات الشتاء الباردة. إنها الأجواء المثالية التي يعشقها محبو الصحراء، حين يتوجهون في قوافل مع الإجازات ونهاية الأسبوع إلى البر، الذي يصبح الوجهة المفضلة عند كثيرين، لاسيما بعد هطول الأمطار.


إن زرت منطقة الثمامة الواقعة شمال غرب العاصمة الرياض قبل نحو عشر سنوات، وعدت لزيارتها اليوم سوف يفاجئك حجم التطور الكبير الذي شهده طريق الثمامة، بعد زحف العمران وتمدده إلى تخوم الصحراء، وافتتاح العديد من مراكز التسوق والمطاعم والمقاهي والمتاجر الكبرى، الأمر الذي غيّر من وجه الطريق وجعله مقصدًا لكثير من عشاق البر، حيث التزود بمستلزمات النزهة التي يخططون لها، ثم التوجه إلى المنطقة المفضلة كل حسب رغبته، لقضاء الليلة تحت ضوء القمر، واستدعاء الذكريات أمام شبّة النار في الليالي الباردة بعد أن يتحلقوا للاستمتاع بأحاديث السمر.


الثمامة منطقة صحراوية متنوعة التضاريس تضم الأودية والهضاب والسهول، على أرضها تنتشر الطيور المهاجرة، وتعد منطقة سياحية محلية متميزة برمالها الذهبية ومتنزهاتها الترفيهية المفتوحة. ينتشر فيها المتنزهون ليلاً حيث تتناثر الخيام وتتبدى النار من بعيد كشموع متوهجة تدلل على وجود مجموعة من المتنزهين حولها. يقرر البعض أن يقضي ليلته حتى وقت متأخر ثم يغادر، بينما يقرر آخرون المبيت مستعدين بما لذ وطاب من أطعمة ومشروبات ومعدات تعينهم على قضاء الليلة، دون أن يفوتهم تحضير القهوة السعودية والتمر ليحلو الحديث.

تنتشر كثير من الممارسات الرياضية في الثمامة، ومن ذلك ركوب الدبابات الحديثة، وسيارات الفانكو في فترة المهرجانات والفعاليات المقامة في الصحراء، بالإضافة إلى التطعيس والانزلاق بالحبل، وغير ذلك من أنشطة. ينتشر مؤجرو الدبابات في المنطقة، وذلك للاستمتاع باستكشاف صحراء الثمامة وخوض المغامرات الجميلة.


من أجمل المواقع التي يمكن زيارتها شمال شرقي الرياض، منطقة جبال العرمة، التي تترك بين صخورها مسارات رملية، يستغلها المتنزهون في قضاء ليلتهم على شبّة النار، حيث تلقي النيران ضوءًا ذهبيًا على الصخور الجبلية فتحيل المشهد إلى لوحة جميلة، تضفي على جمال الصورة جمالاً إضافيًا، يعزز من تجربة المتنزهين، ويدعوهم لتكرار الزيارة مرة أخرى.


x
You are looking for